عليّ لها أن تنبذ المقلة الكرى – ابن شهاب

عليّ لها أن تنبذ المقلة الكرى … وتذريَ دمعاً كاليواقيت أحمرا

وان ليس يسلوها الفؤاد ولو مدى … فواق ويبقى والهاً متحيرا

وان لا تصيخ الأذن سمعاً لعاذل … يزخرف تزويراً من القول منكرا

وان ليس إلا في نعوت جمالها … ينوس لساني بالبديع محبرا

وان ليس تجري في ضميري مطامع … من الوصل تأباها الفتوة مصدرا

نعم غرضي والشاهد الله وقفة … أنازعها فيها الحديث وأنظرا

ويا حبّذا إن روقت كأس قرقف … يعود به غرس الأماني مثمرا

ومن لي بآمالي ودوني من النوى … ومن نكبات الدهر قاصمة العرى

لحا الله سوء الحظ من صاحب أما … لها لحظة عنى بمن جار واجترى

كأن خلال المجد مهما تجمّعت … لدى المرء مغناطيس كل حبو كرى

إذا رمت أمراً منصبي فوق نيله … أبى الدهر إلا أن يرى غير ما أرى

ويا طالما كانت صهَا المجد مفرشي … لنيل العلا والمجد يعدو إلى الورى

ولو غض عني الطرف في حب فاطم … لأبرأته عن كل حق تأخرا

إذا فزت من ذاك المحيا بنظرة … علمت يقيناً أن برق الرضى شرى

محجبة يصبو بها كل ماجد … إذا ما زناد الحب في قلبه ورى

شموع إذا ما الريح مر بحيها … تضوّعت الدنيا عبيراً وعنبرا

وما شم أذكى من شذاها سوى ثرى … بنعل أبي سهل الأمير تعطرا

هو الفضل رب الفضل قطب دوائر … الولاية ركن الملة الشامخ الذرى

أغر المحيا في أسارير وجهه … سرى السر من نور الرسول وأسفرا

ومعلي منار الدين بالدعوة التي … بها عاد ليل المدلهمات مقمرا

له طأطأت أعناقهم كمل الورى … ولم ير منهم من أبى وتكبّرا

بطلعته يهمى الغمام وينجلى … القتام ويلغي الخصب أنى تديّرا

إذا رفع الكف الكريمة داعيا … ترى وابل الجود الإلهي ممطرا

هو القانت السجّاد في حندس الدجا … هو الملك السامي إذا الليل أدبرا

مقيم قناة الملحدين بعزمه … مقالاً وفعلاً للكعوب مكسرا

له همة علياء لو رام لاقتنى … بها الأرض ملكاً والبرية عسكرا

وبالحكمة القطعية الصدق لو يشا … لساس أمور الخافقين ودبرا

يشير ببادي رأيه ثم لم تكد … فراسته تخطى القضاء المقدرا

يريك مصير الأمر قبل وقوعه … ولم يأت الأمثل ما كان خبرا

إذا زرته شاهدت من نور وجهه … وهيبته بدر الدجا والغضنفرا

شأى في العلا حتى إذا لم يجد له … نظيرا بنى برجا هناك ومنبرا

بمن ذا لعمري أو بمن ذا أقيسه … هدى وندى أين الثريا من الثرى

له العزمات المجفلات خصومه … جفول الظباء العفر إن شمن قسورا

مفيض العطايا من ندى راحة إذا … بها مس عوداً يابساً عاد أخضرا

ومهما جثى الراجي بأرجاء جوده … رأى الكف بحراً والأنامل أنهرا

إذا أمه حر لخطب فإنني … ضمين له في أن يؤوب مظفرا

شمائله مثل النسيم لطافة … يفوح لنا من عرفها المسك أذفرا

وأخلاقه كالروض باكرهُ الحيا … وكلله در الندى ثم أزهرا

سري عظيم الشان مختار فتية … لهم من بني الهادي الخيار مكررا

يتيمة عقدٍ ودَّتِ الزهر انها … به انتظمت درّاً نفيساً وجوهرا

تفرّع من بيت عنت لمقامه … ورفعته الأملاك جوناً وأحمرا

هو البيت مرفوع القواعد بالذي … إلى القاب أو أدنى من الحجر قد سرى

وبالأنزع الكرّار والجأش ثابت … إذا فار تنّور الردى وتسعّرا

وبالدرة العصماء سيدة النسا … مقدسة الذات الزكية عنصرا

وبالسيدين السابقي حلبة التقى … وصف الوغي ريحانتي سيد الورى

عليهم سلام الله قوم أقامهم … لأسمائه الحسنى دليلاً ومظهرا

وطهّرهم عن كل رجس ووصمة … فلم يلدوا إلا تقيّاً مطهرا

كذي الثفنات الحبر والباقر الذي … أبان الهدى والصادق البحر جعفرا

وأولادهم من كابر بعد كابر … وفرع على منهاج أجداده جرى

ولا سيما أعلامهم وهداتهم … بنى علوي موقدي النار للقرى

فهم وارثو علم الرسول وسره … المصون عن الأغيار كي لا تغيرا

وهم وكتاب الله في قرن إلى … ورودهما حوضاً لأحمد كوثرا

لهم نسبة بالإتباع لجدّهم … سلوكاً وإرشاداً وورداً ومصدرا

ونسبة ميلاد قويم عمادها … مسلمة لا ريب فيها ولا امترا

ملوك على كل الملوك أعزة … ملائك إن جنّ الدجا وتعكّرا

ونخبة تلك العصبة العلوية … العلية قدراً والعظيمة مفخرا

هو السابق الذكر الإمام الذيانتمى … إلى المجتبى مولى الدويلة يبحرا

هو الفضل من والاه أمسى مبجّلا … حظياً ومن عاداه أمسى متبرا

إلى الفضل فليهرع ضرورة كونه … لسائر أنواع الفضائل مصدرا

ولا غرو أن شدت إليه الوفود من … عميق فجاج الأرض كي تحمد السرى

فيا أيها المولى الذي لم يزل من … البرية مخدوم الجناب موقرا

إليكم من النائي الذي عضّه النوى … بناجذ طول الاغتراب وكشّرا

خريدة آداب تجر ذيولها … على ابن أبي سلمى وحارث يشكرا

وتبسط كف الاعتذار إليكم … لناظم غالي درها حيث قصرا

تمت بصدق القول إذ لم تكن بها … مدائحك الغرا اختلاقا ولا افترا