عصرُ الشبابِ تَصرَّمَتْ أوقاتُهُ – سبط ابن التعاويذي
عصرُ الشبابِ تَصرَّمَتْ أوقاتُهُ … وتبسَّمَتْ عن فجرِها لَيلاتُهُ
أَودى بجِدَّتِهِ المَشيبُ فأخْلَقَتْ … أَثوابُهُ واستُرجِعَتْ عاراتُهُ
كانَ الشفيعَ إلى الحِسانِ فمُذْ مضى … أمسَتْ تُعَدُّ مَساوِياً حسناتُهُ
والشَّيبُ لا يُغْضى له عن هَفوة ٍ … وَأَخُو الصِّبَى مَغْفُورَة ٌ زَلاَّتُهُ
وَلَقَدْ عَلَوْتُ سَرَاة َ أَشْهَبَ تُجْتَوَى … وَتُعَافُ عِنْدَ کلْغَانِيَاتِ شِيَاتُهُ
وَمِنَ کلْعَجَائِبِ أَنَّهُنَّ أَخَذْنَنِي … بِذُنُوبِهِ ظُلْماً وَهُنَّ جُنَاتُهُ
لاَ يَبْعَدَنْ زَمَنُ کلشَّبيبة ِ وَکلْهَوَى … مِنْ ذَاهِبٍ بَقِيَتْ لَنَا تَبِعَاتُهُ
زَمَنٌ خَلَتْ أَيَّامُهُ وَعُهُودُهُ … وتنكَّرَتْ أَتْرابُهُ وَلِدَاتُهُ
وأَغَنَّ مَجدولِ القَوامِ يَهُزُّهُ … سَكَرُ الصِّبَى وتُمِيلُهُ نَشَوَاتُهُ
مِنْ دُونِ مَنْهَلِ ثَغْرِهِ مَطْرُورَة ٌ … من طَرفِهِ تُحمى بها رَشَفاتُهُ
يَلوي مَواعيدَ الوِصالِ فما لهُ … صَحَّتْ وَقَدْ وَعَدَ کلْجَفَاءَ عِدَاتُهُ
إنْ أَنْكَرَتْ أَجْفَانُهُ يَوْمَ کلنَّوَى … قَتلي فقد شهِدَتْ به وَجَناتُهُ
… وَتَبَسَّمَتْ عَنْ فَجْرِهَا ليْلاَتُهُ