عسى آيس من رجعة البين يوصل – البحتري
عسَى آيِسٌ من رَجعةِ البَينِ يُوصَلُ، … وَدَهْرٌ تَوَلّى بالأحِبّةِ يُقْبِل
أيَا سَكَناً فاتَ الفِرَاقُ بأُنْسِهِ، … وَحالَ التّعَادي دُونَهُ وَالتّزَيّلُ
بِكُرْهي رِضَا العُذّالِ عَنّي، وَإنّهُ … مضَى زَمَنٌ قَد كُنتُ فيهِ أُعَذَّلُ
فَلا تَعجَبَنْ إنْ لم يَفُلْ جسميَ الضّنى، … وَلمْ يَخْترِمْ نَفسَي الحِمامُ المُعَجَّلُ
فقَبلَكَ بَانَ الفَتْحُ عَنّي مُوَدِّعاً، … وَفَارَقَني شَفْعاً لهُ المُتَوَكِّلُ
فمَا بَلَغَ الدّمعُ الذي كنتُ أرْتَجي، … ولا فعَلَ الوَجدُ الذي خِلتُ يَفعَلُ
وَما كلُّ نيرَانِ الجَوَى تُحرِقُ الحَشا، … وَلا كُلُّ أدْواءِ الصّبَابَةِ تَقْتُلُ
لَعَلّ أبا العَبّاسِ يَرْضَى أمِيرُهُ، … فيَقْرُبَ مِنّا مَا نَرُومُ وَيَسهُلُ
مَتى تَتّجِهْ عَنْهُ الرّسالَةُ لا يَخِبْ … رَسولٌ ولا يُرْدَدْ عنِ النُّجحِ مُرْسَلُ