عزمتُ على تطليقِ عرسي لعُسرتي – ابن الرومي
عزمتُ على تطليقِ عرسي لعُسرتي … فعاذت بِحقْوَيْ قاسمٍ وأرنت
ونادت نِداء المُستجيرة باسمهِ … فقلتُ أجَرنا جارة ً فاطمأنتِ
أمانُكِ عندي ما حييت مُؤكَّدٌ … وإن لم تَعُدي حُرمة ً قد أسنَت
أقاسمُ أنت الحِرزُ مما تخافُه … إذا ما الليالي أذنبت وأجَنَّتِ
أجرتُ لأني في جوارك واثقٌ … بعروتك الوثقي إذا النفسُ ظنت
وأعفيتُ من عزمي على الصرم حرة ً … إذا هي خافت فاجعَ البينِ أصنت
وما بيَ صنَّتْ إذ عزمتُ فراقها … ولكن بحظي من ولائكَ ضَنَّتِ
ولا لَؤُمَتْ نفسي ولا ساء عهدُها … ولكنها جُنَّ الزمانُ فجُنَّت
وكنت إذا ما نفسُ حُر تطلعت … إليك مُناها أُعطيت ما تمَنَّت
ولو يَممتْ من مَقْطع التُّرب عُصبة ٌ … ذَراك على علاتها ما تَعنَّت
أقولُ لعُذالٍ نداك شجاهُم … دعوا مُزنة َ السّقيا إذا هي شَنّتِ
دعُوا راحة ً لم يخطُر سَيْبها … ولا أنعمتْ يوما فمنَّت ومنت
وما سُنة ُ الشيطانِ سَنَّت بِبَذْلها … فواصِلَها بل سُنهُ الله سنَّتِ
أقاسمُ لا تَعْدَم سجايا رضيَّة ً … إذا نُقِرَتْ نَقْرَ الدنانير طَنَّت
سجايا إذا هَمَّتْ بِخْيرٍ تَسَرَّعَتْ … إليه وإن هَمَّتْ بسوءٍ تأنَّتِ
بكتْ شجوَها الدنيا فلما تَبَيَّنتْ … مكانَكَ منها استبشرتْ وتَغَنَّتِ
وكانَتْ ضَئيلاً شخصُها فتطاولتْ … وكانت تُسَمَّى ذِلة ً فتكَنَّتِ
لِتَسْتَمتِع الدنيا بوجهك دَهْرَها … فقد طال ما اشتاقتْ إليه وحَنَّتِ
وكان بها عِشقٌ قديمٌ تُجنّهُ … فلما أُذيلتْ أظهرتْ ما أجنَّت
وما شان نُعْمَى الله وَجْه حَمَلْتَه … تزوّجت النُّعمى به أمْ تَبَنَّتِ
ثوتْ في نعيمٍ نِعْمة ُ الله إذ غدتْ … وراحتْ وظَلَّتْ في ذراك استكنَّتِ