عزمات نحاس إذا جاورتها – جبران خليل جبران

عزمات نحاس إذا جاورتها … تحيي بها العزمات وهي رغام

علم أناف وفي جوار علائه … بخيارها تتطامن الأعلام

خير الرفاق رفاقه وبمثله … وبمثلهم تتحرر الأقوام

قل للأولى زفوا بموكب سيشل … فخر كهذا الفخر ليس يرام

فدح الذي حملتم فحملتم … إن العظام ببعض ذاك عظام

أحماة مصر وطالبي استقلالها … أيام صال الموت وهو زؤام

ومغالبي حب الحياة لتدركوا … ذاك المرام وهل سماه مرام

كوفئتم خيرا وعاد بصبركم … متجددا ما قوض الظلام

وتحولت غررا تضيء وأنعما … تلك الليالي السود والآلام

سيخلد التاريخ مجد كفاحكم … وله على مر الدهور دوام

ويكون أبدع صورة رمزية … لجهادكم تمثال سعد يقام

ويظل مبتعث العظائم مدفن … فيه الذخيرة هامة وعظام

اليوم عيد قد نشقنا طيبة … من حيث أفشت سره الكمام

ولو إنه أبدى محاسنه لما … ضاهى وسام الحسن فيه وسام

في قلب صاحبه هوى هو شغله … وهو الحلال وما عداه حرام

يعنيه أمر بلاده لا نفسه … وبه تفاضل عنده الأيام

يا يوم مولد مصطفى فيك اعتلى … أفق الكنانة طالع بسام

إذ كان سعد سعودها في أوجه … ولمقتفيه تألف يستام

حتى إذا بان المقدم لم يدل … من نور مصر بعده إلا ظلام