عدِّ عن دارٍ وعن جارٍ ظَعَن – ابن الرومي
عدِّ عن دارٍ وعن جارٍ ظَعَن … وادعُ للجُلَّى كريمَ المُمْتَحَنْ
ياأبا عبدِ الإله المرتجَى … للمعالي ياحسينَ بن الحَسَنْ
وارثَ النجدة ِ عن ذي نجدة ٍ … عُبدَ اللهُ بها دون الوثن
عن أمير المؤمنين المرتضى … لكتاب الله حقاً والسُّنن
مُرتضى ً أوصى إليه مصطفى ً … وأمين لم يخالف مؤتَمن
لك من ميراثِه نجدتُه … وتقاهُ وهُداه في المحنْ
نجدة ٌ يوجدُ فيما دونها … مَنعة ُ الجار وإدراك الإحن
ليس لي دونك وُدٌّ يقتَنى … لا ولا ودونك شكرٌ يُحتَجن
أنت من أصبحتُ في ذِمَّتِهِ … لاأبالي بمعاداة الزمن
أنت لي في الجانب الجدب حَياً … أنت لي في الجانب القفر سكن
كلَّ يوم لك عندي نائلٌ … لي به عندك شكرٌ مرتَهن
وقليلٌ كلُّ شكر حسن … في الذي تُسديه من فعل حسن
لاتُكاتم بالذي أوليتني … إنَّ ماأسررت منه قد علن
لو وزَّنا بالذي أوليتنا … شُكر أهل الأرض طُراً مااتزن
لك عرفٌ لم يُحِط شكري به … جَلَّ ركناً حَضَنٌ أن يُحتَضن
كيف لا يُسدي الذي أسديتَه … حاملٌ في المجد أثقالَ المُؤن
من أبوه لأخي الوحي أخٌ … وابنُ عم ووصيٌ وخَتَنْ
يابني عمِّ النبي المصطفى … حبكم ينفي عن المرء الظِّنن
سلم المَوْلِدُ والدين معاً … لمُواليكم ولو خاض الفتن
إن لله علينا مِنناً … حُبكم شكر لهاتيك المِنن
أنتمُ من لم يرد مُعطى الهدى … غيرَ وَدِّ الناس إياكم ثمن
وحقيقون بذاكم أنتمُ … ياهُداة الناس قِدما للسّننْ
ياغُيوثَ الناس في المَحل إذا … كلكلُ الأزمة ِ أَرْسى وطحن
إن سألناكم وسألنا بكم … لم تكونوا مثل أطلال الدِّمن
بل جلا الله بكم عنا العمى … ونفى الله بكم عنا الحزن
يوجد العلم لديكم والهدى … أبدَ الدهر جميعاً في قَرَنْ
عندكم في كل همٍّ فرجٌ … مُعقِبٌ من كل تسهيد وَسَن
جمح الحمدُ إليكم إذ جرى … ثم وافاكم فأضحى قد حَرَنْ
رُبَّ فردٍ منكم في دهرِه … قد كساه الله أنواع الزِّين
شكِسٍ بالعِرض سمح باللُّهى … ضيِّقٍ في دينه رحب العَطَن
ذي وقارٍ في ذكاءٍ وحَجى … في بهاءٍ وحياء في لَسَن
ثاقب الجمرة إن حرَّكته … وترى الحلم عليه إن سكن
كالحسين المتناهي فضلُه … وإن اغتاظ حسودٌ واضطغن
إن يُوالِ الدهرُ أعداءً لكم … فهُم فيه كمينٌ قد كُمِن
خلعوا فيكم عِذار المُعْتدي … وغَدوْا بين اعتراضٍ وأَرَنْ
فاصبروا يُهلكهم الله لكم … مثل ماأهلك أذواء اليمن
ذا رُعين ثم أردى بعده … ذا نواسٍ ثم أردى ذا يَزَنْ
كم أرى الله بقوم عِبرة … عند إجرارهم فضلَ الرّسنْ
قَرُبَ النصرُ فلا تستبطئوا … قَرُبَ النصر يقيناً غير ظن
ومن التقصير صَوْني مُهجتي … فِعلَ من أضحى إلى الدنيا رَكَنْ
لا دمي يُسفك في نُصرتكم … لا ولا عِرضي فيكم يُمتهِن
غير أني باذلٌ نفسي وإن … حقن الله دمي فيما حقن
ليت أني غَرَضٌ من دونكم … ذاك أو درعٌ يقيكم أو مِجن
أتلقى بجبيني من رَمَى … وبنحري وبصدري من طَعن
إن مُبتاع الرضا من ربهِ … فيكُم بالنفس لا يخشى الغَبنَ
قلت للناهي عن حبكم … إن حبي لهمُ أوفى الجُنن
فانصرف عني حسيرأ خاسئاً … شجني فيهم وللناس شجن
والْهُ عن عذلك سمعاً قد مَرَنْ … ودع العدلَ فسمعي قد مرن
شهد الله ومَيْلٌ خالص … صدَّق الظاهرُ منه مابطن
بموالاة ٍ لكم صادقة ٍ … سلكت مسلك روح في بدن
فهي لي مادمتُ حياً مَلْبَسٌ … ومتى ما مِتُّ كانت لي كفن
وأرى فقري وحُبِّيكم غِنى ً … وهُزالي مع وُدّيكم سَمِنْ
فَطِنٌ تُبصِرُ أسرارَ العلا … حين لاتنفُذُ أبصارُ الفِطَنْ
برَّني معروفُكُم قبل أبي … وغذاني بِرُّكم قبل اللبن
ومتى اختلَّ ابن روميِّكم … فأياديكم حَرى منه قَمَنْ
وإذا أنتم وأنتم أنتُم … لم تولُّوني ونولُوني فمنْ
أنا عبدُ الحق لاعبدُ الهوى … لعن اللهُ الهوى فيما لعن
أنا من أبناء أتباع الهُدَى … لستُ من أبناء أتباع البِطَنْ
دينيَ الحجَّة لاعاداتُهمْ … واختيارُ الدار لاإلفُ الوطن
والذي قد أوجبَ اللهُ لكم … فوق ماأوجبتُ مااخضرَّ فَنَنْ