عجبت لمن دعا ولمن أجابا – محيي الدين بن عربي

عجبت لمن دعا ولمن أجابا … وماعلمَ الدعاءَ ولا الجوابا

فلما أنْ تحققَ منْ دعاهُ … وحققَ ما دعاه بهِ أنابا

ولكن بالإباية ِ عن قبولٍ … لدعوته فأخطأ ما أصابا

وأما العارفون به فقاموا … عن الكشفِ الذي يهدي الصوابا

وقرر شرعَه تقرير حبر … وأنزلهُ على شخصِ كتابا

وفازَ المؤمنون به ونالوا … من الله السعادة َ والثوابا

ونالَ المذنبونَ كثيرَ عفوٍ … وفي الدنيا فما أمنوا العقابا

إقامة ُ حدهِ المشروعِ فيهمْ … يقامُ به وقدْ قبلَ المتابا

ولا ينجيهِ منه قبولُ توبٍ … إذا علم الإمامُ وقد أنابا

ويدنيه الإمام ويصطفيه … ويوليهِ العقوبة َ والعقابا

وما حكمُ القيامة فيه هذا … وإنْ وفاه خالقهُ الحسابا

يراهُ الأشعريُّ بغيرِ حدٍّ … ويثبتُ منكرهُ لهُ الحجابا

ومنْ شهدَ الأمورَ بلا غطاءٍ … تراه وما تراه إذا يحابى

ويشهدُهُ العليمُ بكلِّ وجهٍ … ويعلمُ أنه إنْ غابَ غابا

ولولا كونه ما كانَ كونٌ … وبالإتيان أشهدنا السحابا

أتاك بها الحكمُ الفصلِ فينا … ويفتحُ ظلة ً فيهِ وبابا