عجبتُ لموجودٍ حوى كلِّ صورة ٍ – محيي الدين بن عربي

عجبتُ لموجودٍ حوى كلِّ صورة ٍ … منَ الملإ العلويِّ والجنِّ والبشرْ

ومنْ عالمٍ أدنى ومنْ عالمٍ علا … ومنْ حيوانٍ كانَ أو نبتٍ أو حجرْ

وليستْ سواهُ لا ولا هي عينهُ … وفي كلِّ شيءٍ شاءَ منْ صورة ٍ ظهرْ

ويبدو إلى الأبصار من حيث ذاته … ويخفى على الألباب ذاك ولستتر

فتجهله الألباب من حكم فكرها … وتظهره الأوهام للسمعِ والبصر

هو الحيّ لكن لا حياة َ بذاتِه … تقومُ كما قامتْ بها سائر الصور

فمن هو خبرني الذي قد ذكرته … بما قدْ وصفناه وترمي بهِ الفكرْ

فها هو مخفيّ وليس بغائب … وها هوَ منظورٌ ويخفى على النظرْ

فيا ليتَ شعري هل سمعتم بمثله … ألا فاخبروني أنّ هذا هو العبر

ولمْ يدرِ ما جئنا بهِ غيرُ واحدٍ … هوَ اللهُ لا تدري به سائرُ الفطرْ

وما مثلهُ إلا شخيصٌ وإنني … عجبتُ لهُ منْ كاملٍ وهوَ مختصرْ