عامت “سليمى ” ومسّها سغبُ – بشار بن برد
عامت “سليمى ” ومسّها سغبُ … بل مالها لا تزال تكتئبُ
تذكَّرتْ عِيشة ً «بِذِي سَلَم» … عِشْنا بِها نجْتنِي ونحْتلِبُ
وأكْبرتْ بدْرة ً شرَيْتُ بِها … عِرْضِي مِن الذَّمِّ، والشّرَا حَسَبُ
يا “سلم” عرضي حمى ً سأمنعه … والْعِرْضُ يُحْمَى ، ويُوهبُ الذَّهبُ
لا تذكري ما مضى وشأنك بي الـ … ـيَوْمَ فإِنَّ الزَّمان ينْقلِبُ
حُلْواً ومُرًّا وَطَعْمَ ثالِثة ٍ … فِي كُلِّ وجْهٍ منْ صَرْفِهِ عَجَبُ
دِيني لِدهرٍ أصمَّ مُنْدِلثٍ … يُهْرَبُ مِنْ ريْبِهِ ولا هَرَبُ
أودى بأهلي الغدير فانقرضوا … لم يبقَ منهمُ رأسٌ ولا ذنبُ
وارْضيْ بِما رَاعَك الزَّمانُ بِهِ … ما كُلّ يوْم يصْفُوا لَكِ الْحلبُ
جرَّبْتِ ما جرَّب الْحلِيمُ فهلْ … لاَقيْتِ عَيْشاً لَمْ يعْرُهُ نَصَبُ
لا ينْفعُ الْمرْءَ مالُ والِدِهِ … غدا عيِيًّا، وينْفعُ الأَدبُ
وغادة ٍ كالحباب مشرقة ٍ … رَودٍ عليْها السُّمُوطُ والْقُضُب
كأنَّ يَاقُوتها وعُصفُرَها … فِي الشَّمْسِ إِذْ لهَّبتهُما لَهَبُ
قالت: تركتَ الصبا فقلت لها … لاَ بَلْ تَجَالَلْتُ والصِّبا لعِبُ
وقد نهاني الإمامُ فانصرفت … نفسي له والإمام يُرتقبُ
آليتُ يأبَى الصِّبَا وَأَتْبَعهُ … هَيْهَات بَيْنِي وبَيْنَهُ نَجَبُ
فَاسْتَبْدِلِي أَوْ قِرِي، شَرَعْتُ إِلَى الْـ … حقِّ وبئس المطيَّة ُ النُّغبُ
يا “سلمَ” إني امرؤٌ يوقَّرني … حلمي إذا القومُ في الخنا وثبوا
وقد أتاني وعيد شرذمة ٍ … فيهم طماحٌ وما بهم صلبُ
مَهْلاً بِغَيْري اعرُكُوا شَذَاتَكُمُ … لِلْحَرْبِ مِمَّنْ يَحُشُّهَا حَطَبُ
قَدْ أذْعَرُ الْجِنَّ فِي مَسَارِحِهَا … قلبي مضيءٌ ومقولي ذربُ
خصيبُ عدوانَ بعد شيلتهِ … والليثُ يخصى ويخدعُ الشببُ
لاَ غَرْوَ إِلاَّ فَتَى الْعَشِيرَة ِ عَا … فَتْهُ الْمَنَايَا وَدُونَه أشَبُ
بَاتَ يُغَنِّي والْموْتُ يطْلُبُهُ … والْمرْءُ يلْهُو وحَيْنُهُ كَثَبُ
فالآن أسمحتُ للخطوبِ فلا … تَلْقَى فُؤادِي مِنْ حادِثٍ يجِبُ
قلَّبنِي الدَّهْرُ فِي قَوالِبِهِ … وكلُّ شيء لكونهِ سببُ