طَيفَ الخَيالِ حَمِدنا مِنكَ إِلماما – صريع الغواني
طَيفَ الخَيالِ حَمِدنا مِنكَ إِلماما … داوَيتَ سُقماً وَقَد هَيَّجتَ أَسقاما
لِلَّهِ واشٍ رَعى زَوراً أَلَمَّ بِنا … لَو كانَ يَمنَعُنا في النَومِ أَحلاما
بِتنا هُجوداً وَباتَ اللَيلُ حارِسُنا … حَتّى إِذا الفَلَقُ اِستَعلى لَهُ ناما
قَد قُلتُ وَالصُبحُ عِندي غَيرَ مُغتَبِطٍ … ما كانَ أَطيَبَ هَذا اللَيلُ لَو داما
وَلائِمٍ في هَوى أَروى وَصَلتُ لَهُ … حَبلَ الخَليعِ بِحَبلِ اللَهوِ إِذ لاما
عِندي سَرائِرُ حُبٍّ ما يَزالُ لَها … تَذكارُ عَهدٍ وَما يَقرِفنَ آثاما
لَولا يَزيدُ وَأَيّامٌ لَهُ سَلَفَت … عاشَ الوَليدُ مَعَ الغاوينَ أَعواما
سَلَّ الخَليفَةُ سَيفاً مِن بَني مَطَرٍ … يَمضي فَيَختَرِقُ الأَجسادَ وَالهاما
كَالدَهرِ لا يَنثَني عَمَّن يَهُمُّ بِهِ … قَد أَوسَعَ الناسَ إِنعاماً وَإِرغاما
حَمى الخِلافَةَ وَالإِسلامَ فَاِمتَنَعا … كَاللَيثِ يَحمي مَعَ الأَشبالِ آجاما
أَكرِم بِهِ وَبِآباءٍ لَهُ سَلَفوا … أَبقَوا مِنَ المَجدِ أَيّاماً وَأَيّاما
تَرى العُفاةَ عُكوفاًحَولَ حُجرَتِهِ … يَرجونَ أَروَعَ رَحبَ الباعِ بَسّاما
يَقولُ لا وَنَعَم في وَجهِ حَمدِهِما … كِلتاهُما مِنهُ قَد تَمضي لِما راما
مَنِيَّةٌ في يَدَي هارونَ يَبعَثُها … عَلى أَعاديهِ إِن سامى وَإِن حاما
خَيرُ البَرِيَّةِ آباءً إِذا ذُكِروا … وَأَكرَمُ الناسِ أَخوالاً وَأَعماماً
تَظَلَّمَ المالُ وَالأَعداءُ مِن يَدِهِ … لا زالَ لِلمالِ وَالأَعداءِ ظَلّاما
أَردى الوَليدَ هُمامٌ مِن بَني مَطَرٍ … يَزيدُهُ الرَوعُ يَومَ الرَوعِ إِقداما
صَمصامَةٌ ذَكَرٌ يَعدو بِهِ ذَكَرٌ … في كَفِّهِ ذَكَرٌ يَفري بِهِ الهاما
تَمضي المَنايا كَما تَمضي أَسِنَّتُهُ … كَأَنَّ في سِرجِهِ بَدراً وَضِرغاما
أَروى بِجَدواهُ ظَمَأَ السائِلينَ كَما … أَروى نَجيعَ دَمٍ رُمحاً وَصَمصاما
لا يَستَطيعُ يَزيدٌ مِن طَبيعَتِهِ … عَنِ المَنِيَّةِ وَالمَعروفِ إِحجاما
خَيلٌ لَهُ ما يَزالُ الدَهرُ يُقحِمُها … في غَمرَةِ المَوتِ يَومَ الرَوعِ إِقحاما
إِذا بَدا رُفِعَ الأَستارُ عَن مَلِكٍ … تُكسى الشُهودُ بِهِ نُوراً وَإِظلاما
أَقسَمتُ مانِمتَ عَن قَهرِ المُلوكِ وَلا … كانَ الخَليفَةُ عَن نُعماكَ نَوّاما
أَذكَرتَ سَيفَ رَسولِ اللَهِ سُنَّتَهُ … وَبَأسَ أَوَّلَ مَن صَلّى وَمَن صاما
إِن يَشكُر الناسُ ما أَولَيتَ مِن حَسَنٍ … فَقَد وَسَعتَ بَني حَوّاءَ إِنعاما
قَطَعتَ في اللَهِ أَرحامَ القَريبِ كَما … وَصَلتَ في اللَهِ أَرحاماً وَأَرحاما
إِذا الخِلافَةُ عُدَّت كُنتَ أَنتَ لَها … عِزّاً وَكانَ بَنو العَبّاسِ حُكّاما
ما مِن عَظيمٍ قَدِ أَنقادَ المُلوكُ لَهُ … إِلّا يَرى لَكَ إِجلالاً وَإِعظاما
يُصيبُ مِنكَ مَعَ الآمالِ صاحِبُها … حِلماً وَعِلماً وَمَعروفاً وَإِسلاما
كَم بَلدَةٍ بِكَ حَلَّ الرَكبُ جانِبَها … وَما يُلِمُّ بِها الرُكبانُ إِلماما
إِذا عَلَوا مَهمَهاً كانَ النَجاءُ لَهُم … إِنشادَ مَدحِكَ إِفصاهاً وَتَرناما
لَو كانَ يَفقَهُ القَولَ طائِرُها … غَنّى بِمَدحِكَ فيها بومُها الهاما
لَو لَم تُجِبكَ جُنودُ الشامِ طائِعَةً … أَضرَمتَ فيها شِهابَ المَوتِ إِضراما
وَوَقعَةٍ لَكَ ظَلَّ المُلكُ مُبتَهِجاً … فيها وَماتَ لَها الحُسّادُ إِرغاما
رَدَدتَ فيها إِلى الإِسلامِ مظلَمَةً … سَوّى الإِلَهُ بِها فِهراً وَهَمّاما
لَو لَم تَكونوا بَني شَيبانَ مِن بَشَرٍ … كُنتُم رَواسيَ أَطوادٍ وَأَعلاما