طفولة – عدنان الصائغ

تجذّرتُ

– منذُ الطفولةِ –

بالوطنِ المُسْتَحِمِّ على شرفتي

كنتُ… والشمسُ

نلهو معاً

.. في الأزِقَّةِ

نبتاعُ حلوى

ونَكتُبُ شِعرا

ونركضُ خلفَ العصافيرِ

أسألها:

لِمَ تَهرُبُ من قفصي…؟

وتَحِنُّ إلى عُشِّها..

في أعالي الشجرْ

وتتركُ دفءَ يدي…

و “حُبوبي”

وتصبو لهُ…

رغمَ عصفِ الرياحِ…

وزخِّ المطرْ

تجذّرتُ – منذُ الطفولةِ –

أَعْرِفُ أنَّ هواه

يفيضُ بقلبي… حنيناً

ونسغاً.. تصاعدَ

من لهفتي

رائعاً.. عاشقاً.. كالنهرْ

وكان المطرْ

يُبَلِّلُ ثوبي

وأفرحُ..

أركضُ..

أركضُ..

أركضُ..

أفتحُ.. كلَّ ذراعيّ

علّيَ أُمسِكُ شَعرَ المطرْ

وكانَ المعلّمُ…

حين يُعَلِّمُني…

كيفَ أَرْسُمُ.. فوقَ الكراريسِ

شَكْلَ الوطنْ

أُغَافِلُهُ….

ثمَّ ألْصقُهُ فوقَ قلبي

وأبكي…

لأنّي كسرتُ الزجاجةَ..

في الصفِّ

يا لبراءةِ هذا {الشجنْ}

وأَعْرِفُ…

إمّا نسيتُ نشيديَ يومَ الخميسِ

سيزعلُ منِّي الوطنْ

وكنتُ أطاردُ.. خلفَ الفَراشاتِ

في كلِّ حقلٍ

أُجَفِّفُها…

ثُمَّ أندمُ……

… يا لهشاشةِ ألوانِها الميّتةْ

أأرضى أنا ..

أنْ يُجَفِّفَني أحدٌ في كتابْ

وكلَّ صباحْ

نمرُّ ببستانِ “عَبُّود”

للآن….

أَذكُرُ ثقلَ “السوابيط”..

والرازقيَّ

وحينَ تَسلَّقتُ يوماً…

لأسرقَ رُمَّانةً… راودتني

تَرَدَّدْتُ ساعتها

ورجعتُ لمدرستي… راكضاً

خوفَ أنْ يغضبَ اللهُ منِّي..

وَيَزْعل منِّي… الوطنْ