طفل يتحدى الدبابة – فواغي صقر القاسمي

بجنـين ونابـلس و اليامـون

بلاطة .. بيتـا .. و الجلبون

:

قصص لا توصف أو تحصى ..

لبطولات صقـور الأقصى ..

:

أطفال في عمر الورد

تتحدى الرعب بحجم الكون…

:

:

صرخ الطفل بوجه المدفع…

لن تجرأ يوما يا أحقر

من خلق الله على الأرض

أن تقرب من بيتي قدما

أو تنزع شبرا من أرضي

أو تجعلني يوما أركع….

:

:

جفل الجندي من المنظر….

و تساءل عن سر أكبر

يجعل طفلا عربيا

يتحدى المدفع و الأخطار…

و أنا أتحصن خلف الدرع

و ألف جدار

لا أجرؤ أن أتقدم أكثر …؟

:

:

هرب الجندي من الموقع ….

فالأمر حري أن يرفع

جندي يهرب منهزما

مختبئ من طفل يرضع …

ما أغربه هذا المنظر

بل ما أروع …..

:

:

جمعت أركان الجيش

و ألوية العسكر….

صرخ القائد غضبانا:

” طفل من جندي أخطر… “

أتـحـطـم أسطورة جيش…

لا يهزم أبدا … لا يقهر …

:

:

خرج القائد بالأفكار…

خططا لتحاشي الأنظار

قال سننهجها طرقا

تبعد عن جندي الأخطار

فبجنح الليل تظللنا

أستار الظلمة و الأغوار ….

:

:

سندمر كل منازلهم…

وسنحرق كل خمائلهم

ونقطع أوصال الأطفال

و سنجعل كل نساء القرية

دون رجال

فبذاك تخور عزائمهم ….

:

:

ارتكب الأوباش على الفور….

أكبر مجزرة في العصر

ظنوا بجريمتهم تلك

قد قتلوا الجرأة في الطفل ..

أو زرعوا الرهبة في الكهل ..

ما عرفوا أن الجرأة تولد من قهر ..

:

:

هب الأطفال من الأنقاض

وتاج الثأر يكللهم ….

قذفوا أحجارا من سجيل

بقايا ركام منازلهم …

فرت أرتال المغتصبين

وعاد الخوف يكبلهم ..

الفجر القاتم ….

الفجر القاتم في بلدي

عنوان أحمق

:

:

من وجهة نظر القارئ و الرائي

و الباحث في ظاهرة الكون

و في المنطق

:

:

لون الإشراق

بمنطق كل الكون

سماويا مطلق

:

:

أنوارا تمحو الليل الحالك

عن فجر مشرق

:

ذاك هو المنطق

:

:

لكن الداخل في عمقي

و السابح في لجة صدقي

:

سيرَى التاريخ من العنوان

جرحا ينزف بالأحزان

:

مخطوطا بالحرف العبري

بسياط الذل و بالقهر

:

:

لا تدهش حين دخولك

إن صادفت ظلام دامس

:

فذاك دخان بنادقهم و قذائفهم

يحجب نور السلم و نور الأمن

و يرسم إصباحا يائس

:

:

لا تسأل عن هذا وهذا…….

أو كيف و ماذا ولماذا ….

عن أين ومن أين أتى هذا…

:

:

لا تسأل عن يوم وجودي

عن ضيعة أهلي

عن كـَـرْمـي…

:

عن لون تراب الأرض…

و لون الحلم ..

و عن إسمي …

:

فتراب بلادي مرويٌ …

بنضال خـُضـّبَ بالـدّمِّ ..

:

تاريخ وجودي زيتون

من أمد الدهر إلى اليوم …

:

إسمي في أسطر ملحمة…

من قـُـدْسٍِِِ الطـّـهْر و من ألميٍ

:

لا تسأل عن أمسي و غـدي

أو تسأل يوما عن جرمـي …

:

فأنا بالأمس نبي الله

و قائــد ألوية الحزم …

:

تاريخيَ أمجادا تروى

صنعت إعجازا من عدم

:

وجريمة عمريَ هي أني

صـّدقتُ وعودا من قومي ….