طائر الاحلام – محمد الامين

يا مُنىً ..أهدي إلى المهجة أنفاساً وعُمرا
أهرقت دُنياك في دُنيَايَ أنغاماًً وسحراً
وتَذوَقتُ غراماً منكَ مَشبوباً ومُرا
يا هزاراً رائعُ الطلعة فَتاناً أغَرا
فَجرَ الألحانَ في قلبي إعلاناً وسرا
يا صَباحاً فَتقَ الآمال في الخاطر زهرا
ونَدى يُدفقُ أشواقاً ويغرورق عطرا
يا جناحاً طَوَقَ الأضلاعَ أفراحاً وبشرا
يا شراعاً أوصَلَ الزورق للشاطيء فجرا
ما الذي أهديه إلا ذوب اضلاعي شعرا
وافتتاني واندفاق أغاريديَ خَمرا

قد تنَعَمتُ عَطاءأً منك ثَراراً روياً
وحُنُواً هَدهَدَ الآلام رَفرَافاً نَديا
يا عيوناً كاليَنَابيع شُرُوداً وابتساماً
نَبعت في حَقل أيامي رَبيعاً وسَلاما
وقواماً كالأهازيج تَثَنى وتَسَامى
وانسياب الشَعر مَرأى بيدر صَلى وناما

يا عُيوناً كالغناء العَذب في دفء العَشية
يا عُيوناً مثل صُبح العيد في الدار الحفيه
كانت الفرحة في قُربك أعراساً من الضوء
وكان الشعرُ طفلاً غَسقيا
فتَبنَاهُ المُغني
وحَباهُ من بريق النَغَم الوَهاج كالبلور زِياً
ورعَى الأزهارَ في كلتا يَدَيه
ثُم ضَاع الطفلُ يا رَباهُ من بينَ يَدَيا
فَتَلَهَفتُ عليه
ومضَى الزَورَقُ بالملاح جيلا
كان كالإعصَارُ والبحرُ عَتيا
هكذا دارت بنا الأيامُ
يا طائرَ أحلامي الزَغاليل
ويا طَلق المُحَيا