ضرب الأرض فانتهب – جبران خليل جبران
ضرب الأرض فانتهب … وكإيماضة ذهب
آية العصر جائب … بينما لاح إذ عزب
ضاق بالسرعة الفضاء … ولم يبق مغترب
يدرك الشأو أو يكاد … متى أزمع الطلب
أرز لبنان هاكسة … حلب هذه حلب
أيها الجائز المجاهل … لا يعرف النصب
يصل المدن والقرى … بمتين من السبب
أفعوان إذا التوى … في صعود أو في صبب
إن ترامى بين الربى … خلت فلكا بين الحبب
وإذا شيم موقدا … فهو كالنجم ذي الذنب
إن في هذه الضلوع … لكالمارج التهب
ذاك حس من الكمون … وروى زنده فهب
هو شوق إلى حمى … كل ما فيه مستحب
ميل شجرائه حنان … وفي طوده حدب
أيهذي الشهباء … والحسن في ذلك الشهب
ذلك العنصر الذي … ظل حرا ولم يشب
وبه أحمد ارتقى … ذروة الشعر في العرب
ألسويقات عقدها … من حجار أو من خشب
والبساتين من جناها … الأفانين تهتدب
يا لها من زيارة … قضيت وهي لي أرب
وبأني قضيت من … حقهم بعض ما وجب
إن من قال فيهم … أعذب المدح ما كذب
جئتهم والفؤاد بي … خافق كلما اقترب
جئتهم والفؤاد بي … خافق كلما اقترب
فالتقوني كعائد … للحمى بعد ما اغترب
تلك والله ساعة … أنست المتعب التعب
ليس بدعا وإنهم … صفوة الشرق والنخب
من نساء زواهر … بحلى الحسن والأدب
محصنات مربيات … النجيبات والنجب
ورجال إذا هم … سابقوا أحرزوا القصب
شرفوا العلم ما استطاعوا … ولم يحقروا النشب
أحلم الناس عن هدى … ما الذي يصلح الغضب
أحزم الخلق إن يكن … سرف جالب العطب
من رأى منهم المكان … لفوز به وثب
محرزا غاية الذي … رام في كل مطلب
فيهم الحاسب الذي … لا يجارى إذا حسب
فيهم الكاتب الذي … لا يبارى إذا كتب
فيهم العالم الذي … عقله كوكب ثقب
فيهم الشاعر الذي … شعره للنهى خلب
فيهم القائل الصؤول … على الجمع إن خطب
فيهم الصانع الذي … صنعه آية العجب
يا كراما أحلني … فضلهم أرفع الرتب
إن فخرا نحلتموني … لأغلى ما في الحسب
لم يكن لي ومن أنا … هو للشعر والأدب