ضجيج قيامة و حساب – فواغي صقر القاسمي

أطحن الليل بعلـّة القيام

وربما السقوط ،

و تتهافت على مشاعل رؤاي فراشات القدر

أجنحتها الملونة تشي لي بربيع يتلكأ في النحول

يدهن آلائه بابتسامة لا يشققها الذهول ،

أو تعي معنى حراثة المواقد بين أضلع السكون

و معنى أن تكبر علامة الاستفهام

لتصنع ذاك الرغيف الليلي الحاذق

الذي يسوق لي مواكب الدمع الأخضر

ليعشب صحراء ليلي التائهة

فتكتظ بداخلي بروق و أعاصير

و المطر المجروح بذاتي ينأى بزاويته التى اعتادها

ينتظر ذات يقظة للهطول

ألملم أطراف هذا الليل الصوفي

لأعقدها تميمة تخبئني بأحجياتها

و أطرق أبواب السر المغلولة بذاتي

أنبش بواطن المعرفة لأطلع على يقيني المستتر

و أحمل لواعجي أطوف بها طويلا

و يصمت بداخلي الصواب

فأرتق مزق العلل بوهمي اللذيذ …

،

،

لماذا تتثاقل إرادتي هذه الليلة ؟

و الحمى تغرس عرسها في مفاصل نشوتي؟

أتساءل..

و يرتد لهيب الجواب الحائر

يتناثر على شعاب القلب العصية الولوج

وشغف متورد بعربدة الحرف

يغلف التوق و يستنزف القدرة

تتوعك أضلعي الشقية فتستلقي على وسائد الألم

و الليل يرتل عليها تعاويذه الخادعة

يسقيها من أقداح العلل شرائع الغرق ،،

ينسق لها أرْواقه الحالكة على هيئة قبيلة من الفرح

ويحزمها بضوء التخيل ….

و لست بصانعة الفُلك

فكيف أنجو بها من أهازيج ذياك الطوفان

،

،

أيها الساقي أدرها

اسقنيها ممزوجة باشتعالاتي

لست أشكو منك بل إليك المشتكى

فكم لي حاجة بالغروب خلف حجب النار و الأرق

أحطم فيها آهاتي و نشيجي المكتظ بسراديب ألمي

طائفة مني ترجم طوائفي الأخريات

تسحق بحمق ٍ كينونتها …..

و عذابات الشجن و الأنين

تنفلت كزئبق بين أنامل تجلدي

عبثا أحاول بوتقتها

و يخذلني وجدٌ أقام ولائمه في جوارحي

و استعذب قلبي

ليقدمه فريسة لمصيدة السهد و العذابات الدبقة

فأهيم

و أهيم ……

،

،

بيني و بينه ضجيج قيامة و حساب

يسكنني صخبها و عنفوانها

يرعرعني …

فأترنح بين إفاقتي و سكري

و أسدل أهداب وعيي على يقين حقيقتي

لأرحل في متاهات الحلم

فأرسم للقصيدة ألف باب و باب

لتسردني حكاية بدء ٍ

و ذكريات رهج المساءات الحميمة

تجمرني كجديلة غجرية

و أصابع عشقه تتغلغل في ثناياها المكتنزة بالشجن

فتورق غابات حنين خبئت

و يتصاعد أوار حريقها

نكبل كلينا بوعود زائفة

وكل وعد لنا ، لا وفاء له

لنعود نقترف الجنون بقدسه الشفشاف

كي لا نضيع منا فلا نجدنا

كوميض عاصفة…

،

،

أرهقتني يا أنت….

خامرتُ صمتي

و لذت بهدأتي المهترأة أتقيك بها

ووابل من نيازك طيشك احتسيها

فتمزق أحشائي الهشة

و تصرخ بداخلي حيرة و اضطراب

فأرسل صوتي المثخن بتناهيد الحزن و الأماني العجاف

يرسم هيئتي الشاحبة و يحتويني

يعيد موسقة صاريتي الصدأة فتتهاوى بداخلي

أزيز ريحها ينحت حيرتي ويشحذ رفضي

ما كنت يوما و لن أوكون بتلك

فلمَ لا يستفيق فهمك إياي

فترمي ألواح قدسك بعيدا لتلتهمها تيارات وعيك

سبقتك للنهر أتبلل بافتراضاته و ونزقه

و ها أنت تسوقه للعدم و تسوقني معه

فهل تيقنت النهاية

لعلك قد …