صَحَا الْقَلْبُ عَنْ سَلْمَى وَشَابَ الْمُعَذَّرُ – بشار بن برد

صَحَا الْقَلْبُ عَنْ سَلْمَى وَشَابَ الْمُعَذَّرُ … وأقصرت إلا بعض ما أتذكر

وَمَا نِلْتُهَا حَتَّى تَوَلَّتْ شَبِيبَتِي … وحتى نهاني الهاشمي المغرر

فإن كنت قد ودعت عمار شاخصاً … وبصرني رشدي الإمام المبصر

فوالله ما يجري بعمارٍ … نوارٌ ولا بدرُ السماء المنورُ

هجان عليها حمرة ٌ في بياضها … تَرُوقُ بِهَا الْعَيْنَيْنِ وَالْحُسْنُ أَحْمَرُ

فَيَا حَرَبَا بَانَ الشَّبَابُ وَحَاجَتِي … إِلَيْهِنَّ بَيْنَ الْعَيْنِ والْقَلْبِ تَسْجُرُ

أقُولُ وَقَدْ أبْدَيْتُ لِلَّهْوِ صَحَّتِي … ألاَ رُبَّمَا أَلْهُو وِعِرْضِي مُوَفَّرُ

فَدَع مَا مَضى لَيْسَ الْحَدِيثُ بِمَا مَضى … وَلَكِنْ بِمَا أهْدَى إِلَيْكَ الْمُجَشِّرُ

أتُهْدِي لِيَ الْفَحْشَا وأنْتَ… مَطِيَّة ُ كِنْدِيرٍ تَرُوحُ وَتُبْكِرُ

ألَمْ يَنْهَكَ الزِّنْجِيُّ عَنِّي وَصِيَّة ً … وَقَالَ احْذَرِ الرِّئْبَالَ إِنَّكَ مُعْوِرُ

وما زلت حتى أوردتك منية ٌ … عَلَى أُخْتَها مَا بالمَنيّة ِ مَصْدرُ

وأعثرت من كان الجواد إلى الخنا … أبَا حَسَن والسَّائقُ الْعُرْبَ يُعْثِرُ

أبَا حَسَن لَمْ تَدْرِ مافي إِهَاجَتي … وفي القوم من يهدي ولا يتفكرُ

أتروي علي الشعر حتى تخبأت … كِلاَبُ العِدَى مني ورُحتُ أُوَقَّرُ

فإن كنت مجنوناً فعندي سعوطهُ … وَإِنْ كُنْتَ جِنِّياً فَجدُّكَ أعْثرُ

جَنَيْتَ عَلَيْكَ الحَرْبَ ثُمّ خَشِيتَهَا … فأصبحت تخفى تارة ً ثم تظهرُ

كَسَارِقَة ٍ لَحْماً فَدَلَّ قُتَارُهُ … عَلَيْهَا وَأخْزَاهَا الشِّوَاء المُهَبَّرُ

وَمَا قَلّ نَفْسُ الخَيْرِ بَلْ قَلّ أهْلُهُ … وَأخْطَأتَهُ وَالشَّرُّ فِي النّاسِ أكْثَرُ

أبَا حَسَنٍ هَلاَّ وَأنْتَ ابنُ أعْجَمٍ … فَخَرْتَ بِأيَّامِي فَرَابَكَ مَفْخَرُ

فَلاَ صَبْرَ إِنِّي مُقْرَنٌ بابْنِ حُرَّة ٍ … غَداً فَاعْرِفَانِي وَالرَّدَى حِينَ أضْجَرُ

دعا طبقي شر فشبهتما به … كَأنَّكُمَا أيْرَانِ بَيْنَكُمَا حَرُ

ستعلمُ أني لا تبلُّ رميتي … وأن زنجي وراءك مجمرُ

أبَا حَسَنٍ شَانْتَكَ أمُّكَ بِاسْمِهَا … ومعسرة ٌ في بظرها أنت أعسرُ