صنعاني يبحث عن صنعاء – عبدالله البردوني

هذي العمارات العوالي ضيّعن تجوالي … مجاني

حولي كاضرحة مزوّرة بألوان اللآلي

يلمحني بنواظر الإسمنت من خلف التعالي

هذي العمارات الكبار الحرس ملأى كالحوابي

أدنو ولا حرفتي أبكي ولا يسألن : مالي

وأقول : من أين الطريق ؟ وهنّ أغبى من سؤالي

كانت لعمّي ها هنا دار تحيط بها الدوالي

فغدت عمارة تاجر (هندي) أبوه (برتغالي)

وهناك حصن تامر كان اسمه (دار الشلالي)

وهناك دار عمالة كان اسمها (بيت العبالي)

وهنا قصور أجانب غلف كتجّار الموالي

هل هذه صنعا …؟ مضت صنعا سوى كسر بوالي

خمس من السنوات أجلت وجهها الحرّ (الأزالي)

من أين يا إسمنت أمشي ؟ ضاعت الدنيا حيالي

بيت ابن أختي في (معمّر) في (الفليحي) بيت خالي

أين الطّريق إلى (معمر ) ؟ يا بناتي يا عيالي

وإلى (الفليحي) يا زحام … ولا يعي أو لا يبالي

بالله يا أمّاه دليّني ورقّت لابتهالي

قالت : إلى (النهرين) … قدّامي وأمضي عن شمالي

وإلى (القزالي) ثمّ أستهدي ب(صومعه) قبالي

من يعرف … (النهرين) ؟ .. من أين الطريق إلى (القزالي)

من ذا هناك ؟ مسافر مثلي يعاني مثل حالي

حشد من العجلات يلهث في السياق وفي التوالي

وهناك (نصرانية) كحصان (مسعود الهلالي)

وهناك مرتزق بلا وجه … على كتفيه (آلي)

اليوم (صنعا) وهي متخمة الديار بلا أهالي

يحتلّها السمسار ، والغازي ، ونصف الرأسمالي

والسّائح المشبوه ، والدّاعي ، وأصناف الجوالي

من ذا هنا ؟ (صنعا) مضت واحتلها كلّ انحلالي

أمّي أتلقين الغزاة بوجه مضياف مثالي ؟

لم لا تعادين العدى .. ؟ من لا يعادي لا يوالي

من لا يصارع … لا نسائيّ الفؤاد … ولا رجالي

إنّي أغالي في محبة موطني … لم لا أغالي ؟

من أين أرجع … أو أمرّ ..؟ هنا سأبحث عن مجالي

ستجدّ أيام بلا منفى وتشمس يا نضالي

وأحبّ فجر ما يهلّ عليك من أدجى اللّيالي