صفحاً لصرفِ الدهرِ عن هفواتهِ – بهاء الدين زهير

صفحاً لصرفِ الدهرِ عن هفواتهِ … إذ كانَ هذا اليَوْمُ من حَسَنَاتِهِ

يومٌ يسطرُ في الكتابِ مكانهُ … كمكانِ بسمِ الله في ختماتهِ

مطلَ الزمانُ بهِ زماناً أنفساً … أنِفَتْ وَعَادَ لهَا إلى عاداتِهِ

والغيثُ لا يَسِمُ البلادَ بنَفْعِهِ … إلاّ إذا اشتاقَتْ لوَسْمِيّاتِهِ

يا معجزَ الأيامِ قرعُ صفاتهِ … ومجملَ الدنيا بحسنِ صفاتهِ

بل أحنَفاً في حِلْمِهِ وَثَباتِهِ … بل حارثَ الهيجاءِ في وثباتهِ

بل كعبة َ المَعرُوفِ بل كعبَ النّدى … والماءُ يقسمُ شربهُ بحصاتهِ

إن كنتَ غِبتَ عن البلادِ فلم تَغِبْ … عن خاطري إذ أنتَ من خطراتهِ

لو كنتَ فتشتَ النسيمَ وجدتهُ … ودعاؤنا يأتيكَ في طَيّاتِهِ

أحببْ بسفرتكَ التي بقدومها … جَمَعتْ إلينا الجُودَ بعدَ شَتاتِهِ

وأفادكَ الملكانِ زائدَ رفعة ٍ … كالسيفِ يصقلُ بعد حدَّ ظباتهِ

وكفى اهتماماً منهما بكَ أن غدا … كلٌّ يريدُكَ أنْ تكونَ لذاتِهِ

وَالجَدُّ إن أمضَى عزيمَة َ ماجِدٍ … راحَ السكونُ ينوبُ عن حركاتهِ

وأتى البشيرُ فلو يسوغُ لواحدٍ … منا لقاسمهُ لذيذَ حياتهِ

فاربأ بعزمكَ لم تدعْ من منصبٍ … يُفضي إلى رُتَبِ العُلى لم تَأتِهِ

وتَفَرّعَتْ للمَجدِ منكَ ثَلاثَة ٌ … كثلاثة ِ الجوزاءِ في جنباتهِ

مِن كلّ مَهديٍّ غَدا في مَهدِهِ … يسمو إلى أسلافهِ بسماتهِ

أفضَى إلَيهِ المُشتري بسُعُودِهِ … وأعاذهُ بهرامُ من سطواتهِ

شَرُفَتْ بنَصْرٍ في البرِيّة ِ مَعشَرٌ … هوَ فيهِمُ كالسّنّ فوْقَ لِثاتِهِ

قوْمٌ همُ في البِيدِ خَيرُ سُراتِها … حسباً وهم في الدهرِ خيرُ سراتهِ

شرفَ الزمانُ بكلّ ندبٍ منهمُ … مُتَيَقّظٌ وَهَبَ العُلا غَفَوَاتِهِ

ألِفَ النّدى وَرَأى وُجوبَ صِلاتِهِ … كرَماً وَلم يُفرَضْ وُجوبُ صِلاتِهِ

يؤتي المنايا والمنى كالليثِ في … غابَاتِهِ وَالغَيثِ في غَبَّاتِهِ

ذو عزمة ٍ إنْ راحَ في سفراتهِ … سَكَبتْ شَبا الهِنديّ من شَفَرَاتِهِ

يا مَنسَكَ المَعرُوفِ أحرَمَ منطِقي … زَمَناً وَقد لَبَّاكَ من مِيقاتِهِ

هذا زهيركَ لا زهير مزينة ٍ … وافاكَ لا هرماً على علاتهِ

دعهُ وحولياتهِ ثمّ استمعْ … لزهيرِ عصركَ حسنَ ليلياتهِ

لو أنشدتْ في آل جفنة َ أضربوا … عن ذِكْرِ حَسّانٍ وَعن جَفَناتِهِ