صباح الخير أيتها الوظيفة – ليث الصندوق

في سجن الوظيفة

انعتقت أصابعي من جرّار المكتب

لأنها حزمة من الضوء

أمّا عيناي

فقد ضَفرتُ من أهدابهما حبلا ً

لأصعدَ إلى النجوم

كلما نظرتُ إلى الأضابير

صرختُ هنا مقبرة جماعيّة

لا تسألني عن مشاريعي

فالبنادق التي عبّأتُها بالطيور

أطلقتِ البيضَ على النجوم

وصبغتِ الشمسَ باللون الأصفر

في سجن الوظيفة

أتنقلُ بدراجتي الهوائيّة بين الأضابير

باحثا ً عن ثوار لم يلوّثهم ورق الكربون

ثوار بقياثيرَ ، وملابس ممزّقة

يطيرون مستعينين بالأهداب التي هي أجنحتهم

أوطانهم في الأعاصير

وبيوتهم في حقائب السفر

لا يعرفون السراديب

لأنهم ولدوا على الأرصفة

الموظفون فقدوا النطق

بعد أن ذبحوا ألسنتهم على منضدة الكتابة

أنا أتحدّثُ بأصابعي

كأنّي أعزف على قيثار

الإنسان لا يُحبس كالفراشة في المتاحف

ولا يُدفن كالمومياء في هرم

ما دام له فم عليه أن يغنّي

ألأنفاس التي يكبتها

تتحوّل في مقلتيه إلى إعصار

وعندما يبكي

تتحوّل دموعه إلى فوانيس

علمُوهُ أن يغتصبَ الرضابَ عندما لا يجدُ ماءا ً

أيها الوزير

أنت معي في قطار الحالمين

كلانا يغتسل بالمطر

متخذا ًالغيمة صابونة

ألفرقُ بيننا أنني أطفوا

بينما تغطس أنت إلى القاع

فقد ألقيتُ نفسي عاريا إلى الماء

بينما أنتَ كالبصلة

تلبسُ عشرينَ معطفا ً