شهدتَ لنفسِك أنَّ الكمال – حيدر بن سليمان الحلي
شهدتَ لنفسِك أنَّ الكمال … أتى معها يومَ ميلادِها
كما شهِدت لك أمُّ العُلى … بأنَّك أكرمُ أولادِها
رضعتَ النجابة في حجرِها … وضمَّك أطهرُ أبرادها
فكفُّك كعبة ُ معروفها … ووجهُك قبلة ُ قصّادها
تكاثر في جانبيك الضيوف … نجومُ السماءِ بأعدادِها
تُعلِّلُها وبُبردِ الحديث … تُزيلُ حرارة أكبادها
فتُسمي وبشرُك عن مائِها … ينوبُ، وخلقك عن زادها
فعال أخي كرمٍ أرغمت … مكارمُه أنفَ حُسّادها
وذهنُك لو لم يكن روضة ً … لما أتحفتنا بأورادها
ترفُّ بأنفاسك الطيّباتِ … عليها حُشاشة َ روَّادِها
لك الفائقاتُ بناتُ القريضِ … بإنشائها وبإنشادها
تودُّ الكواعبُ منها تخُطُّ … طرازَ الجمالِ بأجسادها
فلو بمُذهَّبها قُلِّدت … لزان مفضَّض أجيادها
ولو بمُسِّكها ضُمِّخت … رَمت بالغوالي لأضدادها
ولو لعواقدِها سحرُها … لحلَّت به عزمَ آسادِها
فلا زلتَ قرَّة عين العُلى … وسيَّد سائِر أمجادها
لها كهفُ عزِّك أمنِ المُروعِ … وجودُك كافلُ وفّادها
ودم للسماحة ِ يا بحرَها … فجودُك أروى لوراّدها