شمولٌ إلى نيرانِها أبداً نعشو، – صفي الدين الحلي

شمولٌ إلى نيرانِها أبداً نعشو، … لتُنعِشَنا من بَعدِ ما ضَمّنا نَعشُ

شُغِفنا بها، والعِزّ قَد مَدّ ظِلّهُ … علينا ووجهُ الأرضِ هشٌّ لنا بشٌّ

شقيقة ُ خدٍّ بالسرورِ مدرجٍ … بها، ولوقعِ الماءِ في خدها خدشُ

شهرنا عليها للمزاجِ صوارماً، … إذا عَمِلَتْ ما للجِراحِ بها أرشُ

شمولُ عقارٍ في أكفّ أهلة ٍ، … لها لهبٌ وهمُ الظلامِ بها يرشو

شعاعٌ غدا طرفُ المسرة ِ شاخصاً … إلَيهِ، وأحداقُ الهُمومِ بهِ عُمشُ

شددتُ بها أزرَ السرورِ، وزرتها … بفتيانِ صدقٍ ليسَ في ودهم غشُّ

شبابٌ، ولكن في العلومِ مشايخٌ، … إذا خُوطِبوا بَشّوا وإن سُئِلوا بشّوا

شهدنا زواجَ الراحِ والماءِ والندَى ، … عليهم نثارٌ، والرياضُ لهُ فرشُ

شدتْ، إذ بدتْ تجلى على كلّ قينة ٍ … كبِلقيسَ حُسناً، والجمالُ لها عرشُ

شربنا، وقد حاكَ الربيعُ مطارفاً … حِساناً لدَمعِ الطلّ من فَوقِها رَشّ

شباكٌ على خدّ الهضابِ يبثها … بكارٌ، وفي كفّ الوهادِ بها نقشُ

شممنا أريجاً من شذاً بأنيقة ٍ، … تشاركَ في ديباجها الطلّ والطشّ

شعابٌ منّ الحدباءِ يضحكها الحيا، … ويَحرُسُنا بأسُ ابنِ أُرتُقَ والبَطشُ

شُجاعٌ تَرَى مَتنَ الجِيادِ مِهادَهُ، … وتألَمُ جَنبَيهِ الوَسائِدُ والفُرشُ

شبيهُ سليمان الزمانِ، إذا غدا … تَحُفّ بهِ في سَيرِهِ الطّيرُ والوَحشُ

شِهابٌ لهُ الشّهباءُ أُفقٌ، ومَطلعٌ، … وشمسُ عيونِ الخَطبِ من نورِها تعشُو

شَهِيٌّ إلَيهِ في النّدى بَذْلُ مالِهِ، … وأبغضُ شيءٍ عنده الجمعُ والفَرشُ

شديدُ القُوى من مَعشَرٍ لِفُوا الوَغى ، … إذ نهضَ المقدامُ من شرِّها ينشو

شُفاة ٌ، كُفاة ٌ، لا المَواثيقُ عندَهم … تُضاعُ ولا الأسرارُ من بَينهم تَفشُو

شريفٌ لهُ نارانِ للحَربِ والقِرى … تلوحث بها في الليلِ من بينهم تفشو

شواظُ وغى ً كلٌّ يحاذرُ وقدها، … ونارُ قرى ً كلٌّ إلى ضوئها يعشو

شِفارُ مَواضيهِ، إذا هيَ جُرّدَتْ، … فأيسرُ مقتولٍ بها اللومُ والفحشُ

شققنَ قلوبَ الحادثاتِ بوقعها، … وشارَكتِ الأقدارَ أقلامُهُ الرُّقشُ

شعارك، يا نجمَ الملوكِ وبدرها، … سَماحُ يَدٍ طِفلُ الثّناءِ بها يَنشُو

شغلتَ صروفُ الحادثاتِ عن الورى ، … فأبصارها كمهٌ، وأسماعها طرشُ

شَنَنتَ على الأعداءِ غارَة َ عَزمَة ٍ، … فبادتْ ولما يغنها النبلُ والبطشُ

شككتُ كلاها في رماحٍ كأنها … أفاعٍ لها في كلّ جارحة ٍ نهشُ

… بجُودٍ هتونِ المُزنِ في ضمنِه طَشُّ