ما دامَ وعدُ الأماني غيرَ منتجزِ – صفي الدين الحلي

ما دامَ وعدُ الأماني غيرَ منتجزِ … فطُولُ مَكثِكَ مَنسُوبٌ إلى العَجَزِ

هذي المغانمُ فامددْ كفّ منتهبٍ، … وفرصة ُ الدهرِ، فاسبقْ سبقَ منتهزِ

واغزُ العِدى قبلَ تَغزونا جيوشُهُم؛ … إنّ الشّجاعَ، إذا مَلَّ الغُزاة َ، غُزي

والقَ العدوّ بجأشٍ غيرِ محترِسٍ … مِنَ المَنايا، وجيشٍ غيرِ مُحترِز

لا تتركَ الثأرَ مِنْ قومٍ مرادهُمُ … إخفاءُ ذِكرٍ لَنا في النّاسِ مُنتَبِز

ما عذرنا وبنو الأعمامِ ليسَ بها … نقصٌ، ولا في صفاح الهند من عوزِ

بَل كُلُّ مُنصَلِتٍ منّا ومُنصَلِحٍ … في كفّ مرتجلٍ منّا ومرتجزِ

وكلُّ ذي صَمَمٍ في كَفّ ذي هِمَمٍ، … وكلُّ ذي مَيَسٍ في كَفّ ذي مَيَزِ

فاقمَعْ بنا الضّدّ ما دامَتْ أوامِرُنا … مطاعة ً، ومعالينا على نشزِ

إنّ الوِلايَة َ ثَوبٌ قد خُصِصتَ به، … جاءَتْ كَفافاً، فلَم تَفضَلْ ولم تَعُزِ

وافَتكَ إذْ رأتِ العَلياءَ قد نُسِبَتْ … إلَيكَ والشّرَفَ الأعلى إليكَ عُزِي

لُذْنا بظِلّكَ عِلماً أنّ فيكَ لَنا … نيلَ الأماني، ومن يلقَ المُنى يفزِ

ما رَكّبَ اللَّهُ في أحداقِنا بَصَراً، … إلاّ لنَفرُقَ بَينَ الدُّرّ والخَرَزِ