شارفت مصر وفيها كل ناضرة – جبران خليل جبران
شارفت مصر وفيها كل ناضرة … من الزاهر يحي النفس رياها
فظلت في روضها مستطلعا لبقا … حتى ظفرت باذكاها وابهاها
مليكة الورد ملء العين صورتها … ماء الجمال جرى فيها فارواها
الحس يجلو الخبايا من سرائرها … والطهر يسطع نورا من محياها
وما تخال سوى در منثرة … ألفاظها دارجات من ثناياها
مرآتها أمها تجلي محاسنها … مجددات وتستجلي سجاياها
مالت إليك وما في قدها ميل … وما طوت غير ما تبدي طواياها
وكيف لا تعرف الزهراء كوكبها … إذا هدى الطالع الميمون مسراها
قال الحواسد أقوالا فهل نقصت … مما به المبدع المجواد حلاها
أجللتها في معاني النفس عن شبه … وإن زعمت لها في الحسن أشباها
يا ابن الأكابر زاد الله رفعتهم … من أسرة لخصت فيه مزاياها
للفضل في مصر أعلام سمت وصوى … وإن أظهرها فيها صواياها
إن كان للمال قدر فوق قيمته … فقدرها فوق ما الإثراء آاها
نعم الفتى هو لستي في عشيرته … إن عد أصوبها رايا وامضاها
حباه مولاه بالآلاء وافرة … فلم يكن لتمام العقل تياها
يخفي فضائل تبديها فعائله … وإن أروعها في النفس أخفها
يا ابني طيبا وقرا أعينا وخذا … من المنى خير ما تعطيه دنياها
إن الحياة أطال الله عمر كما … ليست سوى لفظة والحب معناها
أرى السفينة في الميناء رافعة … شراعها وعيون اليمن ترعاها
لنقله يبدأ العيش الجديد بها … ويكلأ الله مجراها ومرساها
كونا سعيدين واعتزا بنسلكما … واستوفيا العز والعلياء والجاها