سُوَيْجعَ النيلِ، رفقاً ، بالسُّوَيْداءِ – أحمد شوقي

سُوَيْجعَ النيلِ، رفقاً ، بالسُّوَيْداءِ … فما تُطيق أَنينَ المفردِ النائي

لله وادٍ كما يَهْوَى الهوى عَجَبٌ … تركتَ كلَّ خَليٍّ فيه ذا داء

وأَنتَ في الأَسْرِ تشكو ما تُكابده … لصخرة ٍ من بني الأَعجام صَمَّاء

الله في فَنَن تلهو الزمانَ به … فإنَّما هو مشدودٌ بأَحشائي

وفي جوانحك اللاَّتي سمحْت بها … فلو ترفَّقْت لم تسمح بأَعضائي

ماذا تريد بذي الأناتِ في سهري؟ … هذي جفوني تسقِي عهدَ إغفائي

حَسْبُ المضاجعِ مني ما تعالج من … جَنْبي، ومن كبدٍ في الجنْب حَرّاء

أُمْسِي وأُصْبِحُ مِنْ نَجْواك في كَلَفٍ … حتى ليَعْشَقُ نُطقي فيك إصغائي

الليلُ يُنِهضني من حيث يُقعدني … والنجمُ يَملأُلي، والفكُر صَهبائي

آتي الكواكبَ لم أَنقل لها قَدَماً … لا ينقضي سهري فيها وإسرائي

وأَلحظُ الأَرضَ، أَطْوِي ما يكون إلى … ما كان مِنْ آدمٍ فيها وحَوّاء

مُؤيَّداً بك في حِلّي ومُرْتَحَلي … وما هُما غيرُ إصباحي وإمسائي

تُوحي إليّ الذي تُوحِي، وتسمع لي … وفي سماعك بعد الوحي إغرائي