سُحيراً أناخوا بِوادي العقيقِ – محيي الدين بن عربي

سُحيراً أناخوا بِوادي العقيقِ … وقدْ قَطَعوا كلّ فَجٍّ عَمِيقِ

فما طلَعَ الفَجرُ إلاّ وقدْ … رأوا علماً لا يحاً فوقَ نيقِ

إذا رامَهُ النّسرُ لمْ يَستطِعْ، … فمِن دونِهِ كان بَيضُ الأنُوقِ

عليهِ زخارفُ منقوشة ٌ … رفيعُ القواعدِ مثلُ العقوقِ

وقدْ كتبوا أسطراً أودعوها، … ألا مَنْ لصَبّ غَرِيبٍ مَشُوقِ

لهُ همة ٌ فوقَ هذا السِّماكِ، … ويوطأ بالخفِّ وطأ الحريقِ

ومَسْكِنُهُ عِند هذا العُقابِ، … وقدْ ماتَ في الدَّمعِ موتَ الغريقِ

قد أسْلَمَهُ الحُبّ للحادِثَاتِ، … بهذا المكانِ بغَير شَفِيقِ

فيا واردينَ مياهَ القليبِ، … ويا ساكنينَ بوادي العقيقِ

ويا طالباً طيبة َ زائراً، … ويا سالكينَ بهذا الطريقِ

أفِيقُوا علينَا، فإنّا رُزِئْنَا … بُعَيْدَ السُّحَيْرِ قُبَيْلَ الشُّرُوقِ

بِبَيْضَاءَ غَيْدَاءَ بَهْتَانَة ً، … تُضوِّع نشراً كمسكٍ فتيقِ

تمايَلُ سَكْرَى ، كمثلِ الغُصُونِ، … ثَنَتها الرّياحُ كمِثلِ الشّقِيقِ

برِدفٍ مَهولٍ كدِعصِ النّقَا … تَرَجْرَجَ مثلَ سَنَامِ الفَنِيقِ

فما لامَني في هوَاهَا عَذُولٌ، … ولا لاَمَني في هَوَاها صَدِيقي

ولو لامني في هواها عذولُ … لكانَ جَوابي إليهِ شَهِيقي

فشَوقي رِكابي، وحُزْني لِبَاسي، … ووجدي صبوحي، ودمعي غّبوفي

كلمات: تراث

ألحان: تراث