سندباد يمني في التحقيق – عبدالله البردوني
كما شئت فتّش … أين أخفي حقائبي … أتسألني من أنت ؟ .. أعرف واجبي
أجب ، لا تحاول، عمرك ، الاسم كاملا … ثلاثون تقريبا … (مثنى الشواجبي)
نعم ، أين كنت الأمس ؟ كنت بمرقدي … وجمجمتي في السجن في السوق شاربي
رحلت إذن ، فيما الرحيل ؟ أظنّه … جديدا ، أنا فيه طريقي وصاحبي
إلى أين ؟ من شعب لثان بداخلي … متى سوف آتي حين تمضي رغائبي
جوازا سياحيا حملت ؟.. جنازة … حملت بجلدي ، فوق أيدي رواسبي
… من الضفة الأولى ، رحلت مهدّما … إلى الضفة الأخرى ، حملت خرائبي
مراء غريب لا أعيه … و لا أنا … متى سوف تدري ؟ حين أنسى غرائبي
تحدّيت بالأمس الحكومة ، مجرم … رهنت لدى الخباز ، أمس جواربي
من الكاتب الأدنى إليك ؟ ذكرته … لديه كما يبدو ، كتابي وكاتب
لدى من ؟ لدى الحمار ، يكتب عنده … حسابي ، ومنهى الشهر ، يبتزّ راتبي
قرأت له شيئا ؟ كؤوسا كثيرة … وضيّعت أجفاني ، لديه وحاجبي
قرأت ـ كما يحكون عنك ـ قصائدا … مهرّبة … بل كنت أوّل هاربي
أما كنت يوما طالبا ؟.. كنت يا أخي … وقد كان أستاذ التلاميذ ، طالبي
قرأت كتابا مرة ، صرت بعده … حمارا ، حمارا لا أدرى حجم راكبي
أحبّبت ؟ لا بل مت حيا … من التي ؟ … أحببت حتى لا أعي ، من حبانبي
وكم متّ مرات ؟.. كثيرا كعادتي … تموت وتحيا ؟ تلك إحدى مصائبي
وماذا عن الثوار ؟ حتما عرفتهم … نعم . حاسبوا عني ، تعدّوا بجانبي
وماذا تحدثتم ؟ طلبت سجارة … أظنّ وكبريتا … بدوا من أقاربي
شكونا غلاء الخبز … قلنا ستنجلي … ذكرنا قليلا … موت (سعدان ماربي)
وماذا ؟ وأنسانا الحكايات منشد … ( إذا لم يسالمك الزمان فحارب)
وحين خرجتم ، أين خبّأتهم ، بلا … مغالطة ؟ خبأتهم ، في ذوائبي
لدنيا ملفّ عنك … شكرا لأنكم … تصونون . ما أهمبلته من تجاربي
لقد كنت أميّا حمارا وفجأة … ظهرت أديبا … مذ طبختم مأدبي
خذوه … خذوني لن تزيدوا مرارتي … دعوه … دعوني لن تزيدوا متاعبي