سلوى – عبدالله البردوني

سلوى و يهمس في ندائي … أمل كأغنية الضياء

سلوى و يرتدّ الصدى … بجوابها : يا لانتشائي

أيّ المنى تخضرّ في … جدبي و تزهر بالهناء

و تعيد ” تموزا ” و تغزل … من أشعّته ردائي

من ذا إزائي ؟ هل هنا … سلوى ؟ ” فنيسان ” إزائي

يشدو أمامي بالشذى … و يزنبق الذكرى ورائي

سلوى ؛ و أصغي ؛ واسمها … بفمي ربيع من غناء

و ذا صداها في هواي … مواسم بيض العطاء

و أعود أصغي و الصدى … يدنو و يوغل في التنائي

فأفيق أبني في مهبّ … الريح عشا من هباء

و أنا أغنّيه لأنّ تحرّقي … عطر … البقاء

و السهد أفكار معلّقة … بأهداب الفضاء

و اللّيل بحر من دخان … شاطئاه من الدماء

جوعان يبتلع الرؤى … و يمجّ دمع الأشقياء

و يعبّ من دم … الذكرى جحيميّ الإناء

و أنا هناك رواية … للحزن تبحث عن ” روائي “

أبكي على سلوى أناجيها … أغنّيها … بكائي

و أعيد فيها مأتمي … أو أبتدي فيها عزائي

وحدي أناديها ؛ و عفوا … نلتقي : في لا لقاء

تبدو و تغرب فجأة … كالحلم يدنو و هو نائي

أو تنثني جذلى كفجرى … الصيف في صحو الهواء

و تسيل في وهمي رحيقا … من عناقيد السماء

كتثاؤب الأحزان في … مقل اليتامى الأبرياء

و الظلمة الخرساء تفنى … قريتي قبل الفناء

و تشدّ أعينها و توصيها … بصبر الأغبياء

فيتاجر الحرمان فيها … بالصلاة و بالدعاء

بالحوقلات ، و بالأنين … و حشرجات الكبرياء

و يبيع أخلاق الرجال … و يشتري عرض النساء

و أنا كأهلي : ميّت … أحيا كأهلي بادّعائي

أشدو لتعذيبي … تشدو البلابل للشتاء

و الموعد المسلول يبسم … كابتسامات المرائي

و يعيد لحنا نائحا … كسعال أمّي في المساء

فتلمّ بي أطياف سلوى … كالصبيّات الوضاء

و ترفّ حولي موسما … أسخى و أوسع من رجائي