سلوا صهواتِ الخيلِ يومَ الوغى عنَّا – ابن عنين

سلوا صهواتِ الخيلِ يومَ الوغى عنَّا … إِذا جهلتْ آياتُنا والقَنا اللُّدْنا

غداة َ لَقِيَنا دونَ دمياطَ جحفلاً … من الرومِ لا يُحصى يقيناً ولا ظنا

قد اتفقوا رأياً وعزماً وهمة ً … وديناً وإِن كانوا قد اختلفوا لُسنا

تداعوا بأنصارِ الصليبِ فأقبلتْ … ولُوغاً ولكنَّا ملكنا فأسجحنا

عليهمْ من الماذيّ كلُّ مفاضة ٍ … دلاصٍ كقرنِ الشمسِ قد أحكمتْ وضنا

وأطعمهم فينا غرورٌ فأرقلوا … إلينا سراعاً بالجيادِ وأرقلنا

فما برحتْ سمرُ الرماحِ تنوشهم … بأطرافها حتى استجاروا بنا مِنَّا

سقيناهم كأساً نفتْ عنهمُ الكرى … وكيف ينامُ الليلَ من عَدِم الأمنا

لقد صبروا صبراً جميلاً ودافعوا … طويلاً فما أجدى دفاعٌ ولا أغنى

… فألقَوْا بأيديهم إِلينا فأحسنَّا

وما برحَ الإحسانُ منا سجيّة ً … تَوارثَها عن صِيد آبائِنا الأبنا

منحنا بقاياهم حياة ً جديدة ً … فعاشُوا بأعناقٍ مقلَّدة ٍ مَنَّا

وقد جرَّبونا قبلها في وقائعٍ … تعلّمغمر القوم منّا بها الطعنا

فكم مِن مليكٍ قد شددنا إِساره … وكم من أسيرٍ من شقا الأسر أطلقنا

أسودُ وغى ً لولا قراعُ سيوفنا … لما ركبوا قيداً ولاسكنوا سجنا

وكم يوم حرٍّما لقِينا هجيرَه … بسترٍ وقُرٍّ ما طلبنا له كِنَّا

فإنّ نعيمَ الملك في شظفِ الشّقا … يُنال وحلوَ العزّ من مُرّه يُجنى

يسيرُ بنا من آلِ أيوبَ ماجدٌ … أبى عزمُه أن يَستقرَّ به مغنى

كريمُ الثنا عارٍ من العارِ باسلٌ … جميلُ المحيّا كاملُ الحسنِ والحسنى

لعمركَ ما آياتُ عيسى خفيّة ٌ … هي الشمسُ للأقصى سناءً وللأدنى

سرى نحو دمياطَ بكل سميذعٍ … نجيبٍ يرى وردَ الوغى الموردَ الأهنا

فأجلى علوجَ الرومِ عنها وأفرحتْ … قلوبُ رجالٍ حَاَلَفتْ بعدَها الحزنا

وطهّرها من رجسهم بحسامه … همامٌ يرى كسبَ الثنا المغنم الأسنى

مآثرُمجدٍ خلَّدتها سيوفُه … لها نبأ يفنى الزمانُ ولا يفنى

وقد عرفتْ أسيافنا ورقابهم … مواقعَها فيها فإِنْ عاودوا عدنا