سقتكَ يا ربعَ العُلى عهادَها – حيدر بن سليمان الحلي
سقتكَ يا ربعَ العُلى عهادَها … وطفاءُ بشرٍ أطلقت مزادَها
تلمع للزهو بها بوارقٌ … تقدحُ في قلب العِدى زنادَها
لاطفها فيك نسيمٌ أَرِجٌ … إلى حماكَ ساقها وقادَها
فألبستك زهرها وأنبتت … ما بين أجفان العدى قتادَها
وأبرزتَ منك لأحداق الورى … حديقة ً نوءُ السرور جادَها
يا رائد الأفراح في دار العُلى … قد صدقتك نفسُك ارتيادَها
باكر مُناك وارتشف رياضها … كما اشتهيت واقتطف أورادَها
وحيّ في الدست زعيمَ هاشمٍ … وخيرَ من سادت به وسادَها
القائمَ المهديّ أقضى من ثنت … رياسة ُ الدين له وِسادَها
وقُل ولا تحفل بغيظ أنفسٍ … قد تركت لغيِّها رشادَها
ما علماءُ الأرض إلاّ رجلٌ … قد جمع الله به آحادها
لجّة علمٍ عذُبت موارداً … كلّ ذوي الفضل غدت ورّادها
وروضة ٌ لو كشف الله الغطا … رأيت أملاك السما روّادها
أَعلمهم بالله بل أَدلّهم … على التي من خلقه أَرادَها
حامى عن الدين فسدَّ ثغرة ً … ما ضمنوا عنه له انسدادَها
فاستلَّها صوارماً فواعلاً … فعل السيوف ثكلت أَغمادَها
الموقدُ النارَ عشيّاً للقرى … وبِشره يتقد اتقادَها
والمرخصُ الزادَ وكان جده … لراكبي ظهرَ الفلاة زادَها
قد فاخرت جفانُه شهبَ السما … بضوئها وكاثرت عِدادَها
بُشراك وضّاحَ الدجى بفرحة ٍ … قد بلغت فيها العُلى مرادَها
حلَّت نطاق الليل عن صبيحة ٍ … قد نسجت أيدي الهنا إبرادَها
لو عربُ الإسلام باهتُ فرسه … بحسنها لاستحقرت أَعيادَها
أنت الذي قد عقد الله به … عُرى الهدى وأحكم انعقادَها
منك اعدَّت هاشمٌ لمجدها … مَن نشر الله به أَمجادَها
فقلّلت فيك مريدي فخرها … وفي بنيك كَّثرت حسادَها
أَبناءِ مجدٍ نشأوا سحائباً … سقى الإلهُ خلقه عهادَها
أَنملُها العشرُ جميعاً حُلَمٌ … أَرضعت الدنيا بها أَولادَها
بيض المساعي ومساعي غيرهم … بيضٌ وصفرٌ أَحسنوا انتقادَها
لم تبتدء بين الورى اكرومة ٌ … إلاّ وكلٌّ منهم أعادَها
عقدت أطناب العُلى وابتدروا … يرفع كلٌّ منهم عمادَها
وغيرهم يهدم علياه التي … سعى أَبوه قبله فشادَها
قومٌ إذا شبَّ ابنُ مجدٍ منهم … أَلقت لكفيه العُلى قيادَها
أَو زوَّجوه فبأخت شرفٍ … يحكي طريفُ مجدِها تِلادَها
لو لم تجد منه المعالي كفوَها … لم ترض إلاّ في الخِبا انفرادَها
يا من يرومُ بأبيه هضبهم … ونفسه قد سكنت وهادَها
خلفك والفخر بنار ذهبت … بضوئها وخلّفت رمادَها
بني العُلى دونكموها غادة ً … عذراءَ قد أَصفتكم ودادَها
جلّت بكم قدراً فما أَنشدتُها … إلاّ ازدهت جبريل فاستعادَها