سرت نفحة الظفر العاطرة – محمد حسن أبو المحاسن
سرت نفحة الظفر العاطرة … بأرجاء أوطاننا الزاهرة
بسلمان وهو بنص الحديث … من البيت والعترة الطاهرة
تبدّى لنا الفتح في طلعة … لشوكة اعدائنا كاسرة
وسيف الحسين بايماضه … يرد عيون العدى حاسرة
يصول به قائد باسل … له البأس والسطوة القاهرة
ترف على رأسه راية … الا بوركت راية ظافرة
ولما اعتصمنا بآل الرسول … تجلت لنا الآية الباهرة
بهم نظر الله وهو اللطيف … نظرة ألطافه الناصرة
فهم اطفأوا جمرة الانكليز … فلا نار تخشى ولا نائرة
تفرق أيدي سبا شملهم … كما نثرت عقدها الناثرة
وقد عثرت عثرة لاتقال … الا لالعاً لك يا عاثرة
فيا يوم سلمان أنت الذي … جعلت وجوه الهدى ناضرة
وقد أدركت وترها المسلمون … فيك من الفئة الواترة
ويا قائداً قد جلا نوره … دجى الخطب بالطلعة السافرة
يد لك بيضاء ما ان تزال … تذكرها الالسن الشاكرة
من الكوت منسحباً قد رجعت … لتضربهم ضربة قاسرة
فكان انسحابك قصد الهجوم … وانشاء سحب الردى الماطرة
وخادعت انكلترا في القتال … فانخدعت وهي الساحرة
فجاءتك طامحة لا تشك … في أمرها انها قادرة
فاصليتها النار وهي التي … تجازي بها الملة الكافرة
ولم يغن مرمي موتورها … ولا المدفعي ولا الطائرة
وعادت نفائسها والنفوس … وهن غنائمنا الوافرة
سل الانكليز إذا جئتهم … على انهم عصبة جائرة
من الفائزون ومن ذا الذي … على جيشه كانت الدائرة
نهيتهم عن ولوج العرين … وقلت اتقوا أسده الخادرة
وإياكم السيل لا تسلكوا … مناهج أمواجه الزاخرة
فما راعهم غير كرّ الخيول … منجدة فيهم غائرة
وما راعهم غير طعن الرماح … وضرب المهندة الباترة
وما بين دجلة والنهروان … مصارع أجسامها الداثرة
جسومهم في الثرى وقع … وارؤسهم في الفضا طائرة
فمن هارب لا يرى مسلكاً … بصيرته ضلت الباصرة
واسرى يساقون مثل السّوام … وكانوا وحوش الفلا الكاسرة
تدور عيونهم رهبة … وأرض الوغى تحتهم مائرة
الندن هل لك علم اليقين … منا بأبنائك السائرة
بعثت الينا الخدود الرقاق … فما لبثت ان غدت عافرة
بريطانيا يا تجار الغرور … بشراك بالصفقة الخاسرة
أتيت العراق لنيل المنى … فعدت على خيبة صاغرة
سنغسل بالسيف عار العراق … من صوب أوداجك الهامرة
جنيت ثمار الوغى حلوة … إلى ان أمرّت لك الثامرة
وفتيان حرب باسيافهم … يشبون نار الوغى الساعرة
سفائنها الخيل وهي التي … ببحر دمائكم ماخرة
نظرت بعيني غرور ولم … تكوني لعقبي الوغى ناظرة
تناسيت سالف أيامنا … فطاشت حلومك في الحاضرة
فلاقيت موعظة لا تزال … تبقى لأيامك الغابرة
وهل يزجر المرء عن غيه … إذا لم تكن نفسه الزاجرة