سبقتَ الورى مجداً يدوم بلا حدَّ – حيدر بن سليمان الحلي

سبقتَ الورى مجداً يدوم بلا حدَّ … فكان بلا قبلٍ ويبقى بلا بعدِ

خلقتَ كما شاءتْ نقيبتك التي … أتاها الندى كوني فكنت بلا ندّ

وجئتَ إلى الدنيا كما اشتهت العلى … تعيد من المعروف أضعاف ما تبدي

وتبسط أندى من أديم غمامة … بناناً يعلّمن الحيا كيف يستجدي

وفي الناس مَنْ يغدو به مستميحهُ … كمستقطرٍ ماءً من الحجر الصلد

فيا لابساً برد السيادة لا شذاً … من الفخر إلا وهو في ذلك البرد

فبوركتَ من فردٍ حوى الدهر كله … ببرد علاً منه طوى الناس في برد

زعيم النهى ما عطرت جيبها الصَبا … بأطيب نشراً من عبيرك والندّ

يقولون في الدنيا بنتْ دارَك العلى … فقلتُ بل الدنيا بها بُنيت عندي

كذبْنا فذا رضوانُ بشركَ مخبرٌ … يحدّث عنها أنها جنَّة ُ الخلد

فمنكَ المزايا قد تقسَّمن فردَها … وأعجبُ شيءٍ قسمة الجوهر الفرد

ألستَ من القوم الذين وليدهم … يرشح طفلاً للعلى وهو في المهد

فما حضنوا إلا بحجر نقابة ٍ … ولا رضعوا يوماً سوى حلم الرشد

فيا قمم الأعداء للإرض طأطئ … ويا عينهم عودي من الجفن في غمد

نضا الله في كف النقابة سيفها … وقال احتكمْ ما شئت يا فاصل الحد

وهاتيك أبصارَ العدى وقلوبها … فدونك ما تختاره من ذوي الحقد

ومما يعيرُ الأرض فخراً على السما … ويبهي الحصا فيها على أنجم

بيوتٌ بها قد أودع اللهُ منكم … أطائب ما استصفاه من عترة المجد

لكم أذنَ الله العظيم برفعها … وأنتم مصابيحٌ بها الناس تستهدي

لوجهك قد صلى بها المدح والثنا … لأنك فيها قبلة ُ الشكر والحمد