زعموني نسيتُ والهجرُ ينسي – مصطفى صادق الرافعي

زعموني نسيتُ والهجرُ ينسي … وتلاهيتُ بعدَ أيامِ أنسي

سائلوا النومَ هل رأتهُ عيوني … واسألوا عن هواي مالكَ نفسي

فوربِّ السماءِ والأرضِ إني … لأرى في مصارعِ الحبيبِ رمسي

كيفَ أسلو وقد حسوتُ كؤوسي … من خدودٍ ومن مراشِفَ لُعْسِ

كلما دارتِ الشفاهُ بكأسٍ … دارَ خداهُ لي بكأسٍ وكأسِ

وأرى وجههُ وقد بدت الشم … سُ فأغدو ما بين شمسٍ وشمسِ

ومتى كنتُ ناقضَ العهدِ حتى … أتناسى عهودهُ بالتأسي

إنما الحبُّ في الكرامِ حبيسٌ … أنزلوهم من صدرِهم خيرَ حبسِ

هل ترى حبَّ عبلةَ ماتَ إلا … يومَ ماتَ الكريمُ فارسَ عبسِ

وإذا كانَ بينَ قومٍ ودادٌ … لم يخنهْ في القومِ غيرُ الأخَسِّ

اكفني ذلكَ الصدودَ فإني … لا أىرى الصدَّ غيرَ طالعَ نحسِ

واروِ من مهجتي عليكَ غليلاً … سعرتهُ في أضلعي نارُ يأسي

إنني ذاكر ودادكَ ما عش … تُ وإن كانتِ الحوادثُ تنسي

ولقد شفتي العواذلُ حتى … خلتُ عمري مابينَ يومي وامسي