ريح الشَّمالِ عساكِ أَنْ تتحمَّلي – ابن عنين
ريح الشَّمالِ عساكِ أَنْ تتحمَّلي … خِدَمي إِلى المولى الإمامِ الأفضلِ
وقفي بواديه المقدَّسِ وانظري … نورَ الهُدى مُتألّقاً لا يَأْتلي
مِن دوحة ٍ فخريَّة ٍ عُمَريَّة ٍ … طابتْ مغارِسُ مجدها المُتأثّلِ
مكيّة ِ الأنسابِ زاكٍ أصلها … وفروعُها فوق السِماكِ الأعْزلِ
واستمطري جدوى يديهِ فطالما … خَلَفَ الحَيا في كل عامٍ مُمْحِلِ
نعمٌ سحائبها تعودُ كما بدتْ … لا يعرفُ الوسميُّ منها والولي
بحرٌ تصدَّرَ للعُلومِ ومنْ رأى … بحراً تصدَّرَ قلبهُ في محفلِ
ومُشَمّرٌ في اللّه يَسْحبُ للتُّقى … والدين سربالُ العفافِ المسبلِ
ماتتْ بهِ بدعٌ تمادى عمرها … دهراً وكان ظلامُها لا يَنجلي
غلِطَ امرؤٌ بأبي عليٍ قاسَهُ … ورسا سواه في الحضيضِ الأسفلِ
… هيهاتَ قصَّرَ عن مداهُ أبو علي
لو أنَّ رسطاليسَ يسمعُ لفظة ً … من لفْظِهَ لعرَتْهُ هزة ُ أَفْكَلِ
ولحارَ بطليموسُ لو لاقاهُ مِن … برهانهِ في كلِّ شكلٍ مشكلِ
فلو أنّهم جمعوا لديهِ تيقَّنوا … أنَّ افضيلة َ لم تكنْ للأوّلِ
وبهِ يبيتُ الحلمَ معتصماً إذا … هزَّتْ رياحُ الشوقِ رُكنيْ يَذْبُلِ
يعفو عن الذنبِ العظيمِ تكرُّماً … ويجودُ مسؤولاً وإنْ لم يسألِ
أرضى الإلهَ بفعلهِ ودفاعهِ … عن دينِه وأَقرَّ عينَ المُرسَلِ
يا أيها المولى الذي درجاتهُ … ترنو إِلى فلكِ الثوابتِ من عِلِ
ما منصبٌ إلاّ وقدركَ فوقهُ … فبمجدكَ السامي يهنِّاُ ما تلي
فمتى أرادَ اللهُ رفعة َ منصبٍ … أفضى إِليكَ فنالَ أشرفَ منزلِ
لا زالَ ربعكَ للوفودِ محطّة ً … أبداً وجودكَ كهفَ كلّ مؤمّلِ