رباعيات الخيام – نجاة الصغيره

طوت يد الفجر ستار الظلام فانهض وبادلني حديث الغرام

فكم تحينا له طلعة ونحن لا نملك ردّ السلام

بستان أيامك نامي الشجر فكيف لا تقطف حلوالثمر

أطرب فهذا اليوم إن أدبرت به الليالي لم يعده القدر

أتسمع الطير أطال الصياح وقد بدى في الأفق نور الصباح

ما صاح إلا باكيا ليلة ولّت من العمر السريع الرواح

صفا لك اليوم ورقّ النسيم وجال في الأزهار دمع الغيوم

وردّد البلبل ألحانه يقول هيا اطرب وخلّ الهموم

مصباح قلبي يستمدّ الضياء من طلعة الحسن ونور البهاء

لكنني مثل الفراش الذي يسعى الى النور وفيه الفناء

أنا الذي أبدعت من قدرتك فعشت عمري في حمى نعمتك

دعني الى دنياي حتى أرى كيف يذوب الإثم في رحمتك

الله يدري كل ما تضمر يعلم ما تخفي وما تظهر

وإن خدعت الناس لن تستطع خداع من يطوي ومن ينشر

معاقر الكأس وهم سادرون وقائم الليل وهم ساجدون

غرقى حيارى في بحار النهى والله صاح والورى غافلون

أطال أهل الأنفس الباصرة تفكيرهم في ذاتك القادرة

ولم تزل يا رب أفهامهم حيرى كهذي الأنجم الحائرة

فيا فؤادي تلك دنيا الخيال وكل ما فيها سريع الزوال

سلّم له الأمر فمحوالذي خطت يد الأقدار شيئ محال

كلمات: احمد رامي