ذُكِر الأخفشُ القديمُ فقُلنا – ابن الرومي
ذُكِر الأخفشُ القديمُ فقُلنا … إن للأخفش الحديثِ لفضلا
وإذا ماحكمْتُ والرومُ قومي … في كلام مُعرَّب كنت عدلا
أنا بين الخصوم فيه غريبٌ … لاأرى الزورَ للمحاباة أهلا
ومتى قلتُ باطلاً لم أُلقَّب … فيلسوفاً ولم أسوّم هِرَقْلا
بدأ النحوُ ناشئاً فغذاه … أحدثُ الأخْفشين فانصاتَ كهلا
وتعاصَى فقاده بيديه … أحدثُ الأخْفشَين فانقاد رَسْلا
أيُّهذا المُسائلي بعليّ … زادك اللَّهُ بالمعالم جهلا
أنت كالمستثير شمساً بنارٍ … ولعمري لَلشمسُ للعينِ أجلى
لاتسائلْ به سواه من الن … ناس تجده بحضرة ِ الحفلِ حَفْلا
قائلاً بالصوابِ يقرع فصّاً … بجواباته وينطق فصْلا
كلّما شذتِ الفروعُ عن الأص … لِ ثناها فألحقَ الفرعَ أصلا
وتراهُ تَدينُه كلُّ عوْصا … ءَ كما دانَتْ الحليلة ُ بَعْلا
ياظِماءً إلى الصواب رِدُوه … يَسْقِكم بالصواب عَلاًّ ونهلا
هو بحرٌ مِنَ البحورِ فراتٌ … ليس ملحاً وليس حاشاه ضحلا
قلْ له يامقوّمي وسمّي … وكنيِّي ومَن غدا ليَ شَكْلا
قد أردْتُ الإطنابَ فيك فقالتْ … ليَ غاياتُك البعيدة مهلا
ورأيتُ اليسيرَ يكفي من الحَلْ … ي إذا النصلُ كان مثلكَ نصلا
لك من نفسك الحُلَى اللواتي … أنفت أن يكون حلْيُكَ نَحْلا
ولعمري ماأنت كالسيف صقلاً … حين نَنْضُوك بل مضاء وصقلا
منظري لناظرٍ مَخْبَريُّ … لمُريغٍ لديك نقضاً وفتلا
ذو أفاعٍ لمن يُعاديك صُمٍّ … كائنات لمن يواليك نحْلا
تقلسُ الأرْيَ والسّمامَ ونا … هيك بهذا وذا شفاءً وخبلا
فدعِ الشكرَ لي فلم أكسُك المد … حَ سليباً ولم أُحَلِّك عُطْلا
أنت مَنْ لم يزلْ يُحلّي ويُكسي … كلَّ مدحٍ فلستَ تُوسم غُفْلا
وحرامٌ عليّ عِرضُك بَسْل … أبداً مارأيت عِرضيَ بَسْلا
فالزمِ الصّدْق إنه للفريقي … يْنِ نجاة ٌ والخَتْلُ يجزيك خَتلا
وخِفيُّ الحديثِ يَنْمِي فيحييَ … بعدما ماتت الضغائن ذحلا