ذَهَبْتَ وَلَمْ تُلْمِمْ بِبَيْت الْحَبَائِب – بشار بن برد

ذَهَبْتَ وَلَمْ تُلْمِمْ بِبَيْت الْحَبَائِب … وَلَمْ تَشْفِ قَلْباً منْ طِلاَب الْكَوَاعِبِ

نعمْ إنَّ في الإبعادِ للقلبِ راحة ً … إِذَا غُلِبَ الْمَجْهُودُ مِنْ كل طَالِبِ

وإِني لَصَرَّافٌ لِقَلْبِي عَنِ الْهَوَى … وَإنْ حَنَّ تَحْنَانَ الْمَخَاضِ الضَّوَارِبِ

تكَلَّفَني مِنْ حُبِّ «عَبْدَة َ» زَفْرَة ٌ … وفي زفراتِ الحبِّ كربٌ لكارب

وَللْحُبِّ حُمَّى تَعْتَرِينِي بِزَفْرَة ٍ … لها في عظامي نافضٌ بعدَ صالبِ

فويلي منَ الحمّى وويلي منَ الهوى … لأيِّهما أبغي دواءَ الطَّبائبِ

لقدْ شرقتْ عيني “بعبدة َ” غادياً … ودَبَّتْ لِقَتْلِي مِنْ هَوَاهَا عقاربي

فوالله ما أدري أبي منْ طلابها … جنونٌ أم استحدثتُ إحدى العجائبِ

إِذَا ذُكِرَتْ دَارَ الْهَوَى بمَسَامِعِي … كما دارت الصَّهباءُ في رأسِ شاربِ

هِيَ الرَّوحُ من نَفْسِي ولِلْعَيْنِ قُرَّة ٌ … فداءٌ لها نفسي وعيني وحاجبي

فَإِنْ يَكُ عَنِّي وَجْهُهَا الْيَوْمَ غَالباً … فَلَيْسَ فُؤَادِي مِن هَوَاهَا بِغَائبِ