ذنبي – إبراهيم ناجي

أيكون ذنبي أن رفعتُك … وارتفعت إلى السماءْ؟

وعلى جناحك أو جناحي … قد رقيتُ إلى الصفاءْ

إن كان حقّاً أو خيالاً … فهو وَثْبٌ للضياءْ

وتحرُّرٌ مما جناه … طينُ آدم في الدماءْ

أيكون ذنبي أن جعلتُكِ … فوق عرش من سناءْ

وجثوت في محراب قُدْ … سكِ عابداً هذا الرُّواءْ

أيكون ذنبي أنني … بك أحتمي من كل داءْ

وأراك عافيتي فأضْرعُ … طالباً منكِ الشفاءْ

أيكون ذنبي أن أراك … لخاطري قَبَساً أضاءْ

وأُحسنُّ وحيَكِ من علٍ … لي دون أهل الأرض جاءْ

أيكون ذنبي أن يُناط … بك التعلُّل والرجاءْ

وإليك شكوى القلبِ نجوى … الروحِ أجمع النداء

أيكون ذنبي أن أحبّكِ … لي من الدنيا وقِاءْ

فإذا رضيتِ فإن نعمَتَها … ونقمتَها سواءْ؟

أيكون ذنبي .. أي ذنب … صار لي إلا الوفاءْ

إني عشقتكِ ما طلبتُ … على محبّتيَ الجزاءْ

مَن همُّه هَمّي سيحمل … من حبيبٍ ما يشاءْ

ولقد يُساءُ فما يرى … من حُبِّه أحداً أساءْ

قد كان عندي عزَّه … بصبابتي ولي احتماءْ

إن لانَ عودي للخطوبِ … شدَدتِ أزري باللقاءْ

أنسيتِ كيف نسيتِ يادنيا … على الدنيا العفاءْ

يا للهوى لا صَبح لي … ألإِ هواكِ ولا مساءْ

أشوامخُ الأحلامِ والمثلُ … الرفيعةُ كالهباءْ؟