دَعينِيَ أَندُبُ كَالثاكِلِ – الياس أبو شبكة

دَعينِيَ أَندُبُ كَالثاكِلِ … فَلَستُ سِوى عاشِقٍ راحلِ

حَمَلتُ الهَوى في فُؤادي الضَعيفِ … فَأَثقَلَ حَملُ الهَوى كاهِلي

دَعيني أَموتُ فَإِنَّ الزَمان … تَردَّدَ في قَلبِيَ الناحِلِ

وَإِنَّ الدَقائِقَ قَد أَسَرَعَت … بِصَدرِيَ في سَيرِها العاجِلِ

دَعيني أَموتُ فَإِنّي فَتىً … تَحَمَّلتُ فَوقَ قوى الحامِلِ

قَطَعتُ هِضابَ الحَياةِ صَغيراً … وَصِرتُ قَريباً مِن الساحِلِ

دَعيني أَموتُ وَلا تَنثُري … دُموعاً عَلى هَيكَلٍ خامِلِ

فَدَمعُ الهَوى من بَناتِ الخُلودِ … فَلا تَهرِقيهِ عَلى زائِلِ

دَعيني أَموتُ فَحَظّي التَعيسُ … هَوى مَع كَوكَبِهِ الآفلِ

دَعيني أَموتُ فَصخر رَجائي … تحطّمُه مَوجةُ الباطِلِ

وَما كُنتُ أَؤملُهُ سابِقاً … خُدعتُ بهِ خدعَةَ الجاهِلِ