دعِ الأجمالَ مُرتَجِلَهْ – ابن الرومي
دعِ الأجمالَ مُرتَجِلَهْ … تَخُبُّ بركبها عَجِلَهْ
وعَاطِ أخاك عاتقة ً … بقَارِ الدَّنّ مشتمله
تراها حينَ تبذُلها … كجمرِ النار مُشْتَعله
إذا ما الدنُّ أسبلَها … لنا من عَيْنِه الهَمِله
حسبتَ سبائك العقبانِ … تجري منه منتزلهْ
يطوف بكأسِها رشأٌ … كغصنِ البانة ِ الخضلَهْ
وما للغصنِ نضرتُه … ولا حركاتُه الشَّكِله
وما للغصن مقلتُه … ولا ألحاظُهُ الثمله
وما للغصنِ غرَّتُه … ولا وجناتُه الخجله
وما للغُصنِ طُرَّتُه … ولا أصداغُهالزَّجِله
قوائمهُ بما حملتْ … هُ من أردافِه وَحِلَه
إذا ما قابَل الأبصا … رَ ظلَّتْ فيه منتضله
يُعذّبُ قلبَ مَنْ يهوا … ه بين قطيعة ٍ وصِله
وتشفعُ ذاك مُسمعة ٌ … لنا بالسّحْرِ مُكْتَحله
قد اكتهلت صناعتُها … لرُودٍ غير مُكْتَهله
تُجِيد الشدوَ مُوقعة ً … وضاربة ً ومُرتجله
إذا غنتكَ ذُقْت العي … شَ من نَغماتها الصَّحله
مخففة ٌ ولم تبلغْ … مقالة َ قائل نحلَهْ
مثقَّلة ٌ ولم تبلغْ … مقالة قائل رهِلهْ
ولكن بين ذلكُم … قواماً فهي مُعتدِله
يودُّ الصبُّ لو أمستْ … بسالفَتَيْه منتعِله
محاسن كلّ مخلوقٍ … لها في الحسنِ مُمتثِله
كأن علي روادفها … ستور الليلِ مُنسدله
ولكن لا وفاء لها … فنفس محبها وجِلَه
فقُل لمتيَّمٍ أضْحتْ … له بالدلّ مختبله
عليك أبا الحُسين أخاً … وخَلّ الساحة الدَّغِله
فتى ً كمُلت محاسِنُهُ … فنفسُ خليلهِ جَذِلَهْ
من الشعراءِ والعلما … ءِ أهل الألسنِ الجَدلهْ
مَهَذَّبة ٌ خلائقُهُ … بما حُمّلتْ مُحتمِلَهْ
فتى لا عقدُه واهٍ … ولا عَزَماتُهُ فَشِله
نلقبه شَنُوفيّاً … برغم عُداته السفِلَهْ
شنوفٌ من صنوفِ العِلْ … مِ بالآذانِ متصلة ْ
ولا يعدم أبو بكر … يداً بثرائه مَذله
لعرض الجار صائنة ٌ … لعرض المال مبتذله
ولا نعدمْ سجايا في … ه للخيرات مُعتمله
إذا الحرية ُ انتقلتْ … فليستْ منه مُنتقله
هو الجَمّاش للعليا … ء لا للغادة الغزِله
له لَقَبٌ من التجمي … شِ يشبه نَفْسَه الجذِله
وأخطَلُ دَهْرِه شعراً … بغير سَجيَّة ٍ خَطِله
وأحنفُ دهره حِلماً … بغير سريرة ٍ نَغِله
كِلا هذا وذاك حَياً … تبيت بُروقُه عمِله
كفى بهما إذا ظَلَّتْ … ستورُ الليل مُنْسَدله
حملتُ لذا وذاك يداً … قواي بحملها بَعِلَه
فنفسي في مقامهما … إلى الرحمن مُبْتَهِله
بعثتُ قريحتي لهما … فجاءت وهي مُحْتَفله