خليلي رفقاً فالهوادي وكورها – ابن شهاب
خليلي رفقاً فالهوادي وكورها … أضر بها إدلاجها وبكورها
رويداً فهذا حي سلمى وتلكما … مضاربها ذات اليمين ودورها
قفا لي ولو لوث الإزار فإن لي … حشاشة نفس قد تعالى زفيرها
وعوجا على ذاك المعرس ريثما … إلى سمعها يبدي السلام أسيرها
فقد طالما أملتُ أن أرمق الحمى … بعين يروي الترب منها غديرها
معاهد روّاها العهاد لعلها … كعهدي بها يروي الصدي مطيرها
تروح وتغدو الغيد في عرصاتها … أحال الثرى فيها عبيراً عبورها
بها سحبت أذيالها ابنة مالك … وحسبكما للترب فخراً مسيرها
ذراني بها أذري لعمري مدامعا … يضارع هتان الغوادي غزيزها
سأقضي إذا لم أقض منها لبانة … فمن شأنها يقضي بها من يزورها
ولا بدع أن ذابت بها مهجتي فما … سوى مهج القوم الكرام مهورها
ألا ليت شعري والأماني عذبة … وهيهات هيهات الأماني وزورها
أللصب من سلمى على بخلها به … وقوف على باب الخبا لا يضيرها
عتاب ورمز بالذي يصنع الهوى … وتذكار أيام تقضي حبورها
فحسبي من الدنيا هواها وحبها … وسيَّان عندي حلوها ومريرها
تأرجت الأرجاء طيباً بها كما … تبلج بالمحضار أحمد نورها
يتيمة عقد الآل والدرة التي … دراريها دارت بها وبدورها
مسيل الندى الفياض من جود أحمد … ومسطور آيات التجلّي وطورها
وإن عقدت في مجلس القرب حضرة … فما بسوى المحضار يزهو حضورها
أبو المجد ترب المكرمات أخو الندى … ربيب العلى رب المعالي أميرها
بنى في ذرى العليا وأسس بالتقى … قصوراً سمت حتى استحال قصورها
إذا اعتكر الداجي يناجي بلذة … آلِهاً له بعث الورى ونشورها
ويعبده حبّا له لا لجنة … يرغبه جريا لها وحريرها
ولا رهبة من ناره إذ مقامه … جدير به يضحى سلاماً سعيرها
خليفة سر المصطفى في منصة … بها ازدان منها تاجها وسريرها
كريم من القوم الجواري صلاتها … بلا منّة والراسيات قدورها
هو القطب إن دارت رحى الفخر مطلقا … فيا بأبي من ذا سواه يديرها
وأسس في السفح المبارك مسجداً … به طاف ولدان الجنان وحورها
بقاع له مثل البقيع تشرفت … بأحمد تلك الساحتين ظهورها
مشاهد تغشاها الوفود تبرّكاً … فيا حبّذا زوّارها ومزورها
فبورك من سفح وبورك مسجد … يلوذ به أعرابها وحضورها
فمن لي بأن أسعى إلى عرصاته … ليبشر نفسي بالصلاح بشيرها
واستمطر الهطال من بركاته … فتغمرني حتى المعاد خيورها
أبا حامد لا زلت بالحمد راقياً … ذرى ربوة في العز عز نظيرها
فديتك إني مستجير بطلعة … مباركة من نور أحمد نورها
ودونك سر لم أطق بعد كتمه … وهل يكتم الأسرار إلا خبيرها
لقد لمعت للقلب والقلب مجدب … لوامع لما يأن منها فتورها
ابن لي أبرق العامرية خلب … ومكر فغر النفس منها غرورها
أم الحالة الأخرى وإن تك هذه … فيا فوز نفسي إذ تناهي سرورها
وكنت إذا ما زرت ليلى تبرقعت … وقد رابني منها الغداة سفورها
على أنني أَدْري بنفسي ونقصها … وغير خفي عجزها وقصورها
واصعب ما تنقاد للمجد والعلى … وأقرب شيء عن غناها نفورها
سقام وأمراض عليها تراكمت … مراهمها إحسانكم وذرورها
وليس لها بعد الرسول سواكم … إليكم ومنكم وردها وصدورها
ومسك ختام القول أزكى تحية … على جدنا الهادي ذكيٌ عبيرها