خطرت في شمائلٍ ونعوت – ابن معصوم المدني
خطرت في شمائلٍ ونعوت … نفت العقل في محلِّ الثُّبوتِ
وتجلَّيت تميس في ثوب حسنٍ … حِيكَ بالكبرياءِ والجَبرُوتِ
شاهدَ العقلُ من وَمِيضِ سَناها … ما سباه فظلَّ كالمبهوتِ
ورآها قد أرخصت كلَّ غالٍ … فتغالى في حُسنها المنعُوت
رامَ ذُو النُّطق أن يَفوهَ بقولٍ … فانثنى لم يَسَعْه غير السكوتِ
إن تيمَّمت سمتها فتجنَّب … يا أخا العزم عن جميع السُّموتِ
وإذا ما دنوت قرب حماها … فاخلَع النَّعلَ خاضِعاً بقُنُوتِ
واحفظِ القلبَ أن يَبُوحَ بسرٍّ … وانتظرها لوقتها الموقوتِ
وإذا أصفت الهوى وأدارت … في صفا الدرِّ ذائب الياقوتِ
فاغتبقها ولا تمل لسواها … فهي تُغني المحبَّ عن كلِّ قُوتِ
لو تجلَّى منها على الكون كأسٌ … أسكرَتْ كلَّ ناطقٍ وصَمُوت
ولَعمري لولا سَناها بليلٍ … ما اهتدى مدلجٌ إلى الحانوتِ
يا سُروري بها وقد وَلِهَ القلْـ … ـبُ فألهتْ بسِرِّها اللاَّهوتي
آنست وحشة الفؤاد وجلَّت … عنه بالنُّور ظلمة النَّاسوتِ
قد رآها الكليمُ نورَ هداهُ … ثمَّ كانت سكِينة َ التَّابُوتِ
أمَّ طالوت حانها فحبته … ملك قوم طالوا على طالوتِ
واحتساها داود صرفاً فأضحى … ظافراً في الوَغى على جالُوتِ
وأضلَّت عقولَ قومٍ فقالوا … هي سحرٌ يعزى إلى هاروتِ
وطَغى من طَغى بجهلٍ عليها … فهدته للجبت والطَّاغوتِ
ونفته عن مشهد القرب منها … فَنَفاها بِعَقلِهِ المَسْبُوتِ
زادت العالم الوقور ثباتاً … واسْتخفَّت بالجاهِل المَمْقُوتِ
كيف يَخفى عن العُيون سَناها … وهوَ بادٍ في المُلْك والمَلَكُوتِ
قلْ لِنفسٍ قد نازَعَتْكَ إليها … إن ترومي بها الحياة فموتي