خذْ فارغاً وهاتهِ ملآنا – بهاء الدين زهير

خذْ فارغاً وهاتهِ ملآنا … من قَهْوَة ٍ قد عُتّقَتْ أزْمَانَا

أقَلُّ ما مَلَكها مالِكُها … أنْ لحقَتْ عَهْدَ أنُو شَرْوَانَا

ذَخيرَة ُ الرّاهبِ كيْ يجعلَها … إذا أتَتْ أعيادُهُ قُرْبَانَا

مدامة ٌ ما ذكرتْ أوصافها … إلاّ انثَنَى سامِعُها سَكرانَا

تكادُ من لألائها إذا بدتْ … تهدي إلى مكانها العميانا

كالنّارِ إلاّ أنّها ما أُوقِدَتْ … في الكأسِ إلاّ أطفَأتْ نِيرانَا

ما الملكُ الأعظمُ في سلطانه … إلا الذي أضحى بها نشوانا

كم رفعتْ متضعاً وكرمتْ … مبخلاً وشجعتْ جبانا

تسعى بها جارية ٌ إذا انثَنَتْ … أخجل لينُ عطفها أغصانا

بِتُّ أُعاطيها فَتاة ً جَمَعَتْ … لعاشقيها الحسنَ والإحسانا

كاملة َ الحسنِ حكتْ غصنَ النقا … الرّيّانَ أوْ غَزالَهُ العَطشانَا

مخضوبة َ البنانِ في يمينها … كأسُ مُدامٍ تَخضِبُ البَنَانَا

وَلي نَديمٌ ماجِدٌ لا أرْتَضِي … عنهُ بديلاً كائناً منْ كانا

أخو فُكاهاتٍ متى حاضَرْتَهُ … في مجلسٍ وجدتهُ بستانا

حلوُ الحديثِ وإنْ غناكَ لم … تَجِدْهُ في ألحَانِهِ لحّانَا

لا يعرفُ الهمَّ فتى ً يعرفهُ … وَلا تَرَى نَديمَهُ نَدْمَانَا