خدعة العمر – بهيجة مصري إدلبي
الحزن فوق جدار القلب قد كتبا … وعانق الصمت رب الشعر وانتحبا
ما العمر ما الشعر ما الأحلام نغزلها … إذا الحكاية كانت كلها لعبا
ويسكب العمر في الكاسات خدعته … فنشرب الكأس والعمر الذي هربا
ونرفع النخب كي ننسى خديعتنا … تلك الخديعة لم نعرف لها سببا
جئنا وخلنا طويلاً درب رحلتنا … فردنا الدرب للحلم الذي صلبا
تركتنا والأسى يستلّ مهجتنا … رحلت حتى تزيد الهم والتعبا
كل البساتين جاءت من منازلها … تسائل الناس والتاريخ والكتبا
ما حلّ بالشعر يمضي لا يكلمنا … معفر الوجه بالأحزان مكتئبا
قالوا : رحلت فما صدقتهم أبداً … وخلت كل مقال منهم كذبا
مازلت في بردى في كل أغنية … تعانق الشمس والأجرام والشهبا
تنام فوق ضفاف الشوق منتشياً … تصب في دنِّهِ الأشعار والطربا
وتكتم الحزن فوق الحزن محترقاً … فبات قلبك بالآلام مضطربا
نادت دمشقُ أبا توفيق وانتحبت … أين الذي عمره للحب قد وهبا
فقلتَ :”إن جراحي لا ضفاف لها … فمَّسحي عن جبيني الحزن والتعبا
حبي هنا وحبيباتي ولدن هنا … فمن يعيد لي العمر الذي ذهبا “