حُبٌّ وَما كَانَ فِي الصِّبَا جَهْلاَ – خليل مطران
حُبٌّ وَما كَانَ فِي الصِّبَا جَهْلاَ … بَكَّرَ يَدْعُو فلَمْ تَقُلْ مَهْلاَ
أَهْلُ الْهَوَى مَنْ أَجَابَ دَعْوَتَهُ … وَمَنْ عَصَى لَيْسَ لِلْهَوَى أَهْلاَ
هَلْ تُبْهِجُ المَرْءَ نِعْمَةٌ حَصَلَتْ … مَا لَمْ يَكُنْ مُبْهِجاً بِهَا أَهْلاً
هَلْ يَطْلُبُ المَجْدَ مِنْ مَآزِقِهِ … مَنْ لمْ تشجِّعْهُ مُقْلةٌ نَجْلاَ
يَا نَجْلَ يَعْقُوبَ حَقُّ هِمَّتِهِ … عَلَى الْعُلَى أَنْ تُرَى لَهُ نَجْلاَ
أَبُوكَ أَسْرَى الرِّجَالِ فِي بَلَدٍ … مَا زَالَ فِيهِ مَقَامُهُ الأَعْلَى
وَأَنْتَ ما أَنْتَ فِي الحِمَى حَسَباً … وَأَنْتَ مَنْ أَنْتَ بِالحِجَى فَضْلاَ
طبُّكَ بُرْءٌ وَفِيكَ مَعْرِفَةٌ … بِالنَّفْسِ تَشْفِي الضَّمِيرَ مُعتَلاَ
إِنْ تَبْدَإِ الأمْرَ تنْهِهِ وَإِذَا … وُلِّيْتَ أَمْراً كَفَيْتَ مَنْ وَلَّى
وَلاَ تَرَى الْخَوْفَ إِنْ تَظَنَّنَهُ … سِوَاكَ أَمْناً ولاَ تَرَى البُخْلا
تَبْذُلُ لاَ عَابِساً وَلاَ بَرِماً … بِطِيبِ نَفْسٍ يُضاعِفُ البَدَلاَ
مَا أَلْطَفَ النَّجْدَةَ الجَمِيلَةَ مِنْ … جَمِيلِ وَجْهٍ لَبَّى وَمَا اعْتَلاَّ
رَائِفُ زَيْنُ الشَّبَابِ حَسْبُكَ أَنْ … أَحْرزْتَ مَا لَمْ يُحْرِزْ فَتًى قَبلاَ
فَكُنْ وَنَجْلاَءَ فَرْقَدَيْ أُفُقٍ … يَهِلُّ فِيهِ الوَفَاءُ مَا هَلاَّ
وَطَاوِلاَ بِالزَّكَاءِ أَصْلَكُمَا … أَكْرِمْ بِفَرْعٍ يُطَاوِلُ الأَصلاَ
أَلْيَوْمَ تَسْتَقْبِلاَنِ سَعْدَكُمَا … وبَابُهُ النَّضْرُ عَاقِدٌ فَأْلاَ
بَابٌ مِنَ الزَّهْرِ فَادْخُلاَهُ إِلى … فِرْدَوْسِ هَذِي الْحَياةِ وَاحْتَلاَّ
أَهْدَتْ إِلَيْهِ الرِّيَاضُ زَنْبَقَهَا … وَالْوَرْدَ وَالْيَاسِمِينَ وَالْفُلاَّ
وَأَوْدَعَ الشِّعْرُ فِيهِ زِينَتَهُ … مِنْ كلِّ ضَرْبٍ بِحُسْنِهِ أَدْلَى
بِكُلِّ بَيْتٍ أَلْقَتْ فَوَاصِلُهُ … فِي كُلِّ عِقْدٍ مُخْضَوضِرٍ فَصلاَ
وَكُلِّ لَفْظٍ فِي طيِّ نَابِتَةٍ … كَالروحِ فِي جِسْمِ بَهْجةٍ حَلاَّ
بَابٌ عَلَى المالِكِينَ عَزَّ وَعَنْ … حَقِّكُمَا قَدْ إِخَالُهُ قَلاَّ
يَا حُسْنَ عُرْسٍ عُيُون شَاهِدِهِ … لَمْ تَرَ فِي غَابِرٍ لَهُ مِثْلاَ
عَاهدَ فِيهِ الصَّفَاءُ ذَا كَلَفٍ … جَارَى مُنَاهُ وَشَاوَرَ النُّبْلاَ
آثَرَ حَوْرَاءَ نَافَسَتْ أَدَباً … خَيْرَ الْعَذَارَى وَرَاجَحَتْ عَقْلاَ
تَنَابَهَتْ عَنْ لِدَاتِهَا خُلُقاً … وَشَابَهَتْ أَبْدَعَ الدُّمَى شَكْلاَ
تَوَافَقَ النَّعْتُ وَاسْمُهَا فَدَعَا … بِالسِّحْرِ فِي الْعَيْنِ مَنْ دَعَا نَجلاَ
وَرُبَّ عَيْنٍ لَوْلاَ تَعَفُّفُهَا … لامْتَلأَتْ حَوْمَةُ الهَوَى قَتْلَى
لِلهِ ذَاكَ الوَجْهَ المُوَرَّدُ مَا … أَصْبَى وَذَاكَ الوَقَارُ مَا أَحْلَى
قَدْ كَانَ فِي دَوْلَةِ الْبَلاَغَةِ مَنْ … يَصُولُ فَرْماً وَهَكَذَا ظَلاَّ
كَلاَمُهُ رقَّ مُبْتَغَاهُ سَمَا … نِظَامُهُ دَقَّ فِكْرُهُ جلاَّ
وَلاَ يُجَارَى فِي المُفْصِحِينَ إِذَا … قَالَ خِطابا أَوْ خَطَّ أَوْ أَعْلَى
مَا زَالَ يَأْتِي بِكُلِّ رَائِعَةٍ … وعَزْمُهُ فِي الْبَدِيعِ مَا كَلاَّ
إِذَا تَوَخَّى الثَّنَاءَ أَكْمَلَهُ … وَإِنْ تَوَخَّى الْهِجَاءَ ما خَلَّى
حَدِيثهُ لاَ يُمَلُّ مِن طرَبٍ … إِذَا حَدِيثٌ مِنْ غَيْرِهِ مُلاَّ
هُوَ الصْدِيقُ الأَصْفَى لِصَاحِبِهِ … وَهْوَ الصَّدوقُ الأَوْفَى لَدَى الجُلَّى
فَيَا عَرُوسَيْنِ بِاقْتِرانِهِمَا … يَجْتمِعُ الصَّونُ وَالندَى شَمْلاَ
وَيَا شَرِيكَيْ صَبَابَةٍ وَصِبىً … هُمَا هُمَا الْعُمْرُ أَوْ هُمَا أَغلَى
خَيْرُ دُعَائِي مُهَنِّئاً لَكُمَا … عِيشا سَعِيدَيْنِ وَازْكُوَا نَسْلاَ