حي الحيا حيَّاً به حلّت سعا – ابن شهاب
حي الحيا حيَّاً به حلّت سعا … ومنازلاً خطرت بهن وأربعا
وهمت على الوادي الذي سكنت به … ديمٌ تغادره أنيقاً ممرعا
وسقى العهاد معاهداً بسفوحها … تختال جارات الصفا والمدعى
ريم أوانس صيدهن محرم … يظللن في تلك المحاجر رتعا
سود الذوائب والجلابب والعيون … القاتلات متيماً ومولعا
من كل غانية بلطف حديثها … ودلالها تذر الفؤاد مقطعا
يا ظبية البطحاء مهلاً إنني … بهواك ذو كلفٍ سقيماً موجعا
وإليك قد خضت البحار وطالما … جُبْتٌ السباسب والقفار البلقعا
هل تسعدينفداً لحسنك مهجتي … بالوصل ذا شغفٍ يفيض الأدمعا
واقضى لبانته لديك وزحزحي … عن وجهك الحسن الصبيح البرقعا
حاشا لحبك أن يكون محرماً … ولمثل وصلك أن يكون ممنعا
تيهي فإنك في الحسان مليكة … يأتين نحو حماك شعثاً خضعا
وتمايل بحلا محاسنك التي … لم تتركي لسواك فيها مطمعا
وتبختري جذلاً فقد جاورت من … جمع المفاخر والمكارم أجمعا
قمر البطاح خليفة الحرمين مولانا … أبا شرف الشريف الأروعا
من معشر طابت عناصرهم وفي … تطهيرهم نطق الكتاب فأبدعا
غمر الورى عدلاً فهم يتضرعونَ … بأن يخلد ملكه ويمتعا
وله الفراسة والسياسة شيمة … والفخر فيه وفي ذويه استجمعا
حاز الإمامة والزعامة والشهامة … وارتقى فيها المقام الأرفعا
حرم تلوذ به الأنام وحوله … حرم ومن عجبٍ وجودهما معا
ملك ينصب لواه يخفض كل ذي … رفع ويمنع جمعه أن يجمعا
وله عنت غُلْبُ الرقاب وأذعنت … حتى جنى منها قطوفاً وارتعى
وإذا انتضى غضبا ليوم كريهة … لبَّاه مفرق كل قرم إن دعا
وإذا صروف الدهر يوماً بامرىء ٍ … عبثت فإن إلى حماه المفزعا
ما انفك في طلب المعالي ساعياً … إذ ليس للإنسان إلا ما سعى
هم الورى جمع الحطام وهمهُ … بذل النضار تكرماً وتبرعا
يستمنح العافون غيث أكفّه … ذهباً فيمطرهم سحائب همعا
كرم ولا كرم البحار وهمّة ٌ … يرمي الجبال بها فتمسي يرمعا
في مدحه قل ما تشاء وكيف لا … ومن العبادلة انتمى وتفرّعا
طوبى لكم أهل الحجاز بضيغمٍ … قد هد أركان الضلال وضعضعا
ما دام بينكم فنجم سعودكم … باد ونجم نحوسكم لن يطلعا
يابن الأطائب من ذؤابة هاشم … ومعيد كل شديد باس هيرعا
أنت المهذب لم يزاحمك أمرؤٌ … فيما حويت من الفخار ولا ادّعى
قد أعجزت آيات مدحك كل ذي … أدب وأخرست الفصيح المصقعا
وإليك من وادي ابن راشد انتهى … وفد الأولى شرفوا وطابوا منبعا
آل الحسين بني أبيك عرتهم … فتن وأضحى شملهم متصدّعا
بثّوا إليك شكية ً فيما جرى … ممن أذاقهم العذاب الأوجعا
من فرقة أخزى وأهون أن يُسَاقَ … إلى جنابك ذكرهم أو يرفعا
ورثوا فعال بني أمية في قبائحهم … وقتلهم الشيوخ الركعا
عطفاً أخا العزمات إن لنا بكم … رحماً وهل ترضى بها أن تُقْطَعَا
حاشاك يابن الأكرمين إذا بنا … عثر الزمان تقول تعساً لالعا
واقلب بنصرك يابن عون سجسجا … ريحاً تهب على ربانا زعزعا
لتقرعينَي خير من وطىء الثرى … وتسر فاطم والبَطِيْن الا نزعا
وإليك من نجل الوجيه خريدة … تسبي نهى مَن در منطقها وعى
يرجو التشرّف بامتداحك والوصول … إلى جنابك والتجاوز والدعا
واعجب لتاريخ ببيت مفرد … بجمان حسن ثناك جاء مرصعا
زادت بعبد الله بكة رفعة … وبجده انهزم البلاء وزعزعا