حوارية – بهيجة مصري إدلبي

أراك حزينا والقـوافي حزينـة … بـدونك مـا كـان الخلود قوافيا

تمر رياح الوقت موتـا كماهيا … ” كفى بك داء أن ترى الموت شافيا

فحسب الليـالي أن تعاود ليلهــا … ” وحسب المنايا أن يكن أمانيا “

أتيت إليك اليوم والقلب مرهـق … من الدهر والأحلام أمست خواليا

فطـافت علـى قلبي هموم كثيرة … وبت وحيدا في النوى لا أخا ليا

كأني من البرد احترقت ولم أكن … سوى من دموع لا تـملُّ المآقيا

يقولون مرَّ العـام والعـام مقبل … على أنــني ما عشت إلا ثوانيـا

كأني مـن البـدء القديم نهايـة … ولم أك يومـا في النهاية باديـا

سعيت إلى نفسي ونفسي بحيرةٍ … وحيرة نفسي أن أرانيَ جانيا

هو الدهر مسكون بحلم مؤجل … وما من سبيل مرة قد صفا ليـا

تعـبت وعمري موغل في مسائـه … وريح انكساري من دمائي رمى بيا

هي الألف بعد الألف تأتي كأنهــا … بلا موعد كانت وماتت كما هيـا

دعينــي على وهمي أحـاول أن أرى … سرابي مناجاة وريحا مواتـيا

أنا الـليـل ناداني فتهت بعتمـتي … ورحت أنادي من يفك وثاقيـا

توسلت بالأحـلام حتى حسبتني … سرابا علـى وجـه المسـافة واهيا

وقفـت بباب الحزن أدركني الأسى … وبانت لي الدنيا كما لم تبن ليـا

سألت جهات الصمت عن موعد الضحى … فقالت يـميني تاه فيه شماليا

كأني أراك اليـوم والحزن سيد … فما ذا دهاك اليوم بالحزن ماضيا

كأنك ما أوحـيت للدهر سره … وما قلت يوما للزمان تعاليـا :

” وما الـدهر إلا مـن رواة قصائدي … إذا قلت شعرا أصبح الدهر راويا “

حملنا على الأيـام والسيف صارم … يخـامر نحر الأفق للمجد صاديا

تعـلقت الأيـام في ذيل ثوبـه … وأدرك في الأيـام ما كـان راميــا

ولكنه مازال سيفا مهندا … ونجما مـن الأمجـاد يعلو سمائيـا

فمن صنع الأمجاد يبقى صنيعـه … وليس يزيل الدهر ما كان باقيا

تنبأت بالأحزان يا أم إنمـا … وقـوفك في وجـه الفناء عزائيا

كأني أراك اليوم في حلـَّة الضحى … تعيدينني من ذلـتي وخرابيا

لأجلك يا أماه لن أبرح العلا … ولـن تري القلب المخضـل شاكيا

خذيني إلـى عينيك يا قلعـة الهوى … أرى فيك تاريخ السيوف المواضيا

وقفت وكان الدهر طفلا سعـا ليا … تربى على مجدي فشب تباهيا

أنا السرُّ في نهر الخلود إذا جرى … أنـا الفخر حـين الفخر يبدو مثاليا

كتبت على أحجار صمتي حكايتي … وطاف جهات الأرض مجدا ندائيا

كتبت على أحجار صمتي حكايتي … وطاف جهات الأرض مجدا ندائيا

كتبت على أحجار صمتي حكـايتي … وطاف جهــات الأرض مــجدا ندائيا