المجد بابها – بهيجة مصري إدلبي
وقفتُ بباب المجد والمجدُ بابُها … فهاءت كؤوس الوجد صافٍ شرابُها
فكفيَ مرآةٌ و روحي حمامة … وقلبي محراب طوته قبابها
إذا احتارت الرؤيا وحار سؤالها … هنا في بياض الياسمين جوابها
هنا أدرك الدهر السبيل إلى النهى … هنا الأرض قد صلى عليها سحابها
فإن جن ليل جن لحن بوجده … وهامت قلوب حل فيها اضطرابها
ودارت طيوف المولويين نشوة … كأن خيالا من ضباب ثيابها
هي البعد إن شفت مرايا صفائها … ومن صلوات القلب رف اقترابها
تندت حروف الشعر دفئا منزلا … وضمت رؤى الأحلام فينا رحابها
هي الشعر والأيام تروى غناءها … وفي صفحات الغيم فاض كتابها
ثراها سرى في أغنياتي فأشرقت … كأن مرايا الأغنيات ترابها
أطل على تاريخ روحي وسرها … ليفضي إلى الأسرار وجدا حجابها
فياقلعة شاخ الزمان ولم يزل … يجول على الأيام تيها شبابها
سمعت صهيل الخيل لحنا موقعا … كأن رؤى الأحجار بوح خطابها
أنيخ هنا كل القوافي لتنجلي … قصائد شعري إن طواها ضبابها
فحُق لأرض الشام أن تحضن المدى … وأن يُصطفى خلف المدار شهابها
تفيّت بها الأيام من لفحة الفنى … ففيها رؤى الأيام جلّ انتسابها
كأني بها ضمت عرى المجد كفها … رياح الندى عطرا إليها مآبها
لروحي مسافات يصلي لها المدى … ودابي سبيل العارفين ودابها