حننتُ إلى الأجبال، أجبال طيءٍ، – حاتم الطائي

حننتُ إلى الأجبال، أجبال طيءٍ، … وحَنّتْ قَلوصي أن رَأتْ سوْطَ أحمرَا

فقُلتُ لها: إنّ الطّريقَ أمامَنا … وإنّا لَمُحْيُو رَبْعِنا إنْ تَيَسّرَا

فيا راكبيْ عليا جديلة ، إنما … تُسامانِ ضَيْماً، مُسْتَبيناً، فتَنْظُرَا

فَما نَكَراهُ غيرَ أنّ ابنَ مِلْقَطٍ … أراهُ، وقد أعطى الظُّلامة َ، أوجَرَا

وإنّي لمُزْجٍ للمَطيّ على الوَجَا … وما أنا مِنْ خُلاّنِكِ، ابنَة َ عفزَرا

وما زلتُ أسعى بين نابٍ ودارة ٍ … بلَحْيانَ، حتى خِفتُ أنْ أتَنَصّرا

وحتى حسِبتُ اللّيلَ والصّبحَ، إذا بدا … حصانين سيالين جوذاً وأشقرا

لشعبٌ من الريان أملك بابه، … أنادي به آلَ الكبير وجعفرا

أحَبُّ إليّ مِنْ خَطيبٍ رَأيْتُهُ … إذا قُلتُ مَعروفاً، تَبَدّلَ مُنْكَرَا

تنادي إلى جارتها: إن حاتماً … أراهُ، لَعَمْري، بَعدنا، قد تغَيّرَا

تغيرت، إني غير آتٍ لريبة ٍ، … ولا قائلٌ، يوْماً، لذي العُرْفِ مُنكَرَا

ولا تَسأليني، واسألي أيُّ فارِسٍ … إذا بادَرَ القوْمُ الكَنيفَ المُستَّرَا

فلا هي ما ترعى جميعاً عشارها، … ويُصْبحُ ضَيْفي ساهِمَ الوَجهِ، أغبرَا

متى تَرَني أمشي بسَيفيَ، وَسْطَها … تخفني وتضمره بينها أن تجزَّرا

وإني ليغشى أبعد الحي جفمتي، … إذا ورقُ الطلح الطوال تحسَّرا

فلا تَسْأليني، واسألي بيَ صُحْبَتي … إذا ما المطيّ، بالفلاة ، تضورا

وإني لوهاب قطوعي وناقتي، … إذا ما انتشيت، والكمت المصدِّرا

وإنّي كأشلاءِ اللّجام، ولنْ ترَى … أخا الحرب إلا ساهمَ الوجه، أغبرا

أخو الحرب، إن عضت به الحرب عضها … وإن شمَّرت عن ساقها الحربُ شمرا

وإني، إذا ما الموتُ لم يكُ دونهُ … قَدَى الشّبرِ، أحمي الأنفَ أن أتأخّرَا

متى تَبْغِ وُدّاً منْ جَديلَة َ تَلْقَهُ … مَعَ الشِّنْءِ منهُ، باقياً، مُتأثّرَا

فإلاّ يُعادونا جَهَاراًنُلاقِهِمْ … لأعْدائِنا، رِدْءاً دَليلاً ومُنذِرَا

إذا حالَ دوني، من سُلامانَ، رَملة ٌ … وجدتُ توالي الوصل عندي أبترا