حميد – بدر شاكر السياب

حميد أخي في البلاء الكبير
فقد كان مثلي كسيحا
يدب بكرسيه مستريحا
تساءلت عنه فقالوا يسير

على قدميه فقد عاد روحا
لقد مات
يا ويلنا للمصير

ينام ورجلاه مطويتان
شهوودا على الداء في قبره
إذا ما رأى الله رأي العيان
وقد سار زحفا على صدره

فأي انسحاق و أي انكسار
يشعان من عينه الضارعة
سيبكى له الله من رحمة و اعتذار

و في الساعة السابعة
إذا ذرت الريح ورد الغروب
سأجلس في الشرفة الخالية

و من تحتي الدرب يخفق مأى يذوب

ألوف من الأرجل الماشية
إلى أي مبغى وراء الدروب

و خمارة في الدجى نائية
إلى اللغو و القهقهات الكذوب
و ألمح فيما وراء الظلال
حميدا و كرسية في الخيال

فتخنقني اللوعة الباكية
فأواه لو توقدين الشموع
لدى مسجد القرية المترب
تمد من النور خيطا تعلق فيه الدموع

و لو تضرعين مع المغرب
إلى الله يا رب رفقا بطفلي الصغير
و ابق أباه

و جنبه يا رب هذا المصير
و لكنني مت واحسرتاه