حسن تكامل في المحاسن فاغتدى – الخُبز أَرزي

حَسَنٌ تكامل في المحاسن فاغتدى … لكماله في الحسن أوحدَ عصرِهِ

واللَهِ ما أدري بأيِّ صفاته … أسَرَ القلوبَ فأُوثقت في أسرِهِ

أبوجهه أم شَعرِه أم نحرِهِ … أم قدِّه أم ردفه أم خصرِهِ

اللَهُ صيَّره خليفةَ شمسِه … فينا وأغنانا به عن بدرِهِ

خَلقٌ وخُلقٌ زيَّناه وذلَّلا … عزَّ النفوس لنهيه ولأمرِهِ

بصيانةٍ في أُنسه وتواضعٍ … في نيله وبشاشةٍ في كِبرِهِ

في طرفه سحرٌ يُشحِّطُنا به … فلذاك حُمرة خدِّه من قَطرِهِ

لو جاء ناظرُه ببابل لاعترت … هارُوتَ أو ماروتَ أُخذةُ سحرِهِ

لو أنَّ ذا القَرنَين في ظلماته … لاقاه يضحك لاستضاء بثغرِهِ

إني لأحسبني إذا استَنكَهتُه … ملكٌ تطلَّع في جِرابة عطرِهِ

قد ظَنَّ بي ظنّاً ولا وحياته … ما كان بل قد ظنَّه في سكرِهِ

إنَّ الوفاء ديانةٌ ولقد يُرى … غَدرُ الفَتى أخزى له من كُفرِهِ

أأمسُّه بنقيصةٍ لِم ذا ولو … مُلِّكتُ عمري زدتُه في عُمرِهِ

سيّان عندي نائمٌ في نومه … يُجنى عليه وميِّت في قَبرِهِ

إن كُنتُ رُمتُ خيانةً في وصله … جعل الإلهُ منيَّتي في هَجرِهِ

لو متُّ وجداً ما غدَرتُ بعهدِ مَن … أسَلُ الإلهَ كفايةً من غَدرِهِ

وإذا ابتذلتك يا مصون فكيف بي … بأخٍ أتِيهُ بصونه وبسترِهِ

إني أُجلُّك عن توهُّمك الخَنى … وأُجلُّ فاك بأن يفوه بذكرِهِ

من غير خُبرٍ تدَّعي ما تدَّعي … وتردُّ حجَّةَ مخبرٍ عن خُبرِهِ

ما كانَ ذا مقدارَ قدرك عنده … كلا ولا مقدارَه في قَدرِهِ